انتهت مواجهة كلاسيكو كرة القدم السعودي الحقيقية، والتي جمعت بين قطبي الكرة السعودية زعيمها وعميدها، زعيم نصف الأرض، الزعيم العالمي الملكي الحقيقي، رابع أندية العالم، وعميد الأندية السعودية نادي الوطن المونديالي، صاحب الإنجازات والبطولات، في لقاء مؤجل من الجولة الثانية عشر، ودارت أحداثه مساء الثلاثاء 8 مارس على ملعب إستاد الملز بالرياض، واستطاع الزعيم الظفر بنقاط المباراة بعد فوزه بهدفين مقابل هدف، تقدم الهلاليون التسجيل عن طريق نجمه ومحبوب الهلاليين المبدع سالم الدوسري من ضربة جزاء، وكالعادة تباينت الآراء في صحتها لدى البعض من المحللين، بينما رأى الفريق الآخر أنها من نسج الخيال، وهذا كثيراً ما شاهدناه في موسمنا الرياضي هذا العام، وعادل العميد بواسطة المهاجم الاتحادي هارون كمارا، ليعود الهلال بواسطة محترفه إيغالو ويضعه في المقدمة. وأثبت كلاسيكو الاتحاد والهلال وفي كل مرة يقام أنه بالفعل يستحق دون غيره من اللقاءات الأخرى أن يطلق عليه كلاسيكو وبجدارة مع احترامي الشديد لبقية المباريات التي يطلق عليها من بعض منسوبي الأندية، مثل: مباريات النصر والأهلي، أو الشباب والأهلي والنصر والاتحاد أيضاً وغيرها، ولعدة عوامل مهمة منها: الحضور الجماهيري الكبير، حيث نفدت تذاكر المباراة بعد طرحها للجمهور بنحو ساعة فقط، والجانب الفني والأداء العالي داخل المستطيل الأخضر أيضاً، وما شاهدناه من قيمة فنية وإبداعات طوال المباراة أثبت اللاعبون من خلالها قوة الدوري السعودي، وأنه مازال يحافظ على مكانته بين المنافسات العربية الأخرى، ويتبوأ الصدارة في قمتها منفرداً بلقب أفضل دوري عربي، وتخدمه وتؤكد صحة ما ذهبنا إليه الكثير من العوامل والشواهد التي لا يمكن إغفالها مطلقاً كنوعية اللاعبين أو الأجهزة الفنية سواء المحليين أو الأجانب والتي تصنع الفارق داخل أنديتها وتقدم متعة كرة قدم حقيقية، جعل بالطبع الأندية السعودية تغرد خارج السرب قارياً بتحقيق الألقاب الآسيوية وآخرها الهلال بطل آخر نسخة من دوري أبطال آسيا، وكذلك المتابعة للدوري السعودي في كافة الدول العربية وجعله أكثر مشاهدة. وبالإمكان أن نطلق على كلاسيكو الدوري المؤجل أنه كلاسيكو التوقف والمواصلة، وقد تبدو للقارئ أنها ألفاظ متناقضة وهي بالفعل كذلك، فنتيجة المباراة أوقفت سلسلة انتصارات الاتحاد وعدم تعرضه للهزيمة منذ 13 مباراة وجولة مضت والتي شهدت تعادلاً وحيداً فقط، وأما المواصلة فهي ما يخص الزعيم الهلالي الذي واصل سلسلة انتصاراته منذ العودة للدوري، ورغم بدايته المتعثرة بعد المشاركة العالمية إلا أنه بدأ مشوار تحقيق الفوز وهذه المرة الرابعة على التوالي بقيادة الباشا دياز، الذي عاد لقيادة الأمور الفنية في الهلال، وأعاد بريق الإبداع الهلالي من جديد، ورغم تخوف البعض من عشاق الهلال من عودة المدرب الأرجنتيني دياز كونه غادر في فترة سابقة بسبب إخفاقه في السابق، على الرغم أنه حقق الدوري مع الهلال في تلك التجربة، وكذلك عدم نجاحه في عدة تجارب تدريبية خاضها بعد مغادرة البيت الأزرق، ومنها فترة قصيرة قضاها في أروقة الاتحاد إلا أنه ومن خلال النتائج التي حققها الهلال تتبدد تلك المخاوف وأنه رجل المرحلة فنياً في الهلال، وبفوز الهلال يكون أنعش آماله في المنافسة على الدوري والمحافظة على لقبه، وتبقى له بعض لقاءات مؤجلة، بينما الاتحاد المتصدر للدوري فعلى الرغم من الهزيمة إلا أنه مازال في الصدارة وبفارق عدة نقاط، ووضح تأثير الغيابات على الفريق وتحديداً في الخطوط الخلفية، والتي شهدت غياب كامل نجوم دفاعه، ومع ذلك قدم مباراة كبيرة واستحق على أقل تقدير الخروج متعادلاً نظير ما تحصل عليه من فرص ذهبية للتسجيل وكانت محققة، تفنن في إضاعتها كمارا ورومارينهو، وإن شاء الله تعود النمور في الجولات المقبلة وتواصل تحقيق الانتصارات والتقدم بثبات نحو تحقيق لقب الدوري. عمر القعيطي