«اللي بعده» جملة يرددها كثيرا هذه الأيام الجمهور الشبابي، ويسمع صداها في كثير من البرامج الرياضية من قبل ضيوفها وأشهر مذيعيها، إشارة إلى الانتصارات المتتالية التي يحققها الفريق منذ انطلاق الموسم والتي وصلت إلى خمسة ،كانت هي المسيرة الأكثر نجاحا للفريق في بداية الدوري منذ انطلاق دوري المحترفين. ولا شك أن هذه العبارة تمثل حافزا كبيرا للجمهور الشبابي للحضور في مدرجات الفريق لمساندته في إكمال مسيرته، واستمراره في تحقيق النتائج الإيجابية التي وضعته في صدارة ترتيب الدوري وحيدا، بعد تعثر منافسه الأول نادي الهلال بالخسارة من أمام نادي التعاون في منافسات الجولة الخامسة، ورغم ذلك إلا أن جملة «اللي بعده» قد تحمل في طياتها كذلك أمرًا سلبيًا، يتمثل في منح الفريق والجمهور شعورا بسهولة المباريات المقبلة، ما قد ينتج عنه تراخيا لبعض اللاعبين في الأداء والذي بدوره سيساهم في انخفاض مستوى الفريق وقد يعرضه للنزيف النقطي، وفقدان صدارة جدول الترتيب خصوصا أن الفارق عن المنافسين ليس بالفارق النقطي الكبير. وهنا يجب أن أتوقف عند تصريحات لأحد نجوم الشباب السابقين وقائده في تسعينات القرن الماضي الكابتن عبدالرحمن الرومي، في إحدى المساحات عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، حيث حذر من خطورة تحفيز الخصوم عبر إطلاق الهاشتاغات المسيئة وعبارات التحدي على غرار «هاتو الخصم» أو «دفن الخصم» مهما كان اسمه وحجمه وتاريخه، لأن ذلك يمنح لاعبيه حافزا قويا للرد في الملعب الأمر الذي من شأنه أن يزيد من صعوبة المباريات ويعقدها على اللاعبين والجهازين الفني والإداري، لذلك يجب على محبي الفريق ومشجعيه الابتعاد عن هذه الممارسات والعودة إلى الهدوء الذي امتاز به الفريق الشبابي لعقود من الزمن والذي ساهم في تحقيقه للعديد من البطولات على المستوى المحلي والعربي والإقليمي، والتركيز على الميدان من خلال تشجيع الفريق في الملعب وتحفيز لاعبيه للاستمرار في تحقيق النقاط، لأن ذلك هو الدور المطلوب من المشجع والذي يساهم في رفع مستوى اللاعبين الفني كما أكد الرومي في تصريحاته، ولا ينبئك مثل خبير. عبدالرحمن الأنصاري