«فرصة لا تتكرر» جملة نسمعها كثيرا حينما يفرط فريق ما في فرصة للابتعاد بصدارة أحد الدوريات أو فقدانه إياها، بعد أن كان بإمكانه تعزيز تلك الصدارة من خلال الاستمرار في تحقيق الفوز والانتصارات تباعا على الخصوم والملاحقين، إلا أن من يطلق تلك المقولة لا يعي أن الفرص سانحة على الدوام ولكن بشروط يجب أن يتم العمل بها لتحقيق العودة وامتلاك الحظوظ الكاملة في المنافسة على اللقب. أقول ذلك بعد أن كان لدى الفريق الشبابي أكثر من فرصة سانحة للوصول إلى فارق نقاطي مريح عن أقرب منافسيه، إلا أنه دخل في سلسلة من النتائج السلبية التي أفقدته صدارته لصالح منافسه الأول نادي الهلال بتعادل وخسائر متتالية ضد فريقي الاتحاد والتعاون، ما جعل الكثير من المتابعين يؤكد على صعوبة عودة الفريق الشبابي للمنافسة، إلا أن المتابع جيدا لمجريات دوري هذا العام يدرك أن إمكانية تحقيق اللقب متاحة بشكل كبير لثلاثي المقدمة بعد انضمام الفريق الاتحادي للمنافسة بشكل كبير، بسبب تقارب مستويات الفرق وتشابه الظروف التي تحيط بها من تفشي للإصابات التي كانت نتيجة حتمية لموسم بدأ بدون إعداد جيد بسبب ظروف جائحة كورونا التي أدت إلى تداخل الموسمين الماضي والحالي لمواكبة الروزنامة العالمية المليئة بالاستحقاقات الرياضية. وعلى طريقة «لا تقتل المتعة يا مسلم» جاء الفوز الاتحادي مؤخرا على نادي الهلال ليبقي المنافسة على الدوري على أشدها، محتفظا بمتعة المنافسة والندية حتى الرمق الأخير، مانحا الشباب الفرصة للعودة إلى تقاسم صدارة الترتيب مع الهلال، عودة يجب على لاعبي الفريق الشبابي في المقام الأول استغلالها من خلال الجدية في المباريات المقبلة وعدم الركون والنظر إلى نتائج الفرق الأخرى، مع أهمية استثمار فرص التسجيل التي تتاح للفريق والتي كان إهدار العديد منها سببا في ضياع الصدارة والتنازل عنها لنادي الهلال، خصوصا في المباراة المرتقبة في الجولة المقبلة والتي تعد بمثابة الست نقاط ضد المنافس الأول، إذ يفتح الفوز بها الباب بمصراعيه لتحقيق بطولة طال انتظارها من محبي وعشاق الليث. وبالعودة إلى الأهداف الرئيسة للفريق الشبابي منذ انطلاق الموسم، من الصعوبة الجزم بأن تحقيق الدوري أحدها نظرا لفارق الإمكانات بين الشباب وعدد من المنافسين على المستوى الفني والمالي، والزاد البشري من اللاعبين، إلا أن النتائج سارت في صالحه حتى وجد نفسه من أهم المتراهنين للفوز باللقب، الأمر الذي يجب أن يمثل مناعة ضد الاحباط لجمهور الشباب في حال لم يستطع الفوز باللقب لا سمح الله، لأن العمل على بناء فريق منافس لا يزال في بدايته، والطريق لا يزال طويلا بالمقارنة مع أندية مثل الهلال والنصر التي تمر بمرحلة من الاستقرار على مستوى اللاعبين بسبب العمل التراكمي الذي امتد لأكثر من خمس سنوات من البناء المستمر. الشباب (عدسة - المركز الإعلامي بالشباب)