اليوم الارتباط العاطفي هو مجموعة من المشاعر التي تنشأ عندما تكون قريبًا جدًا من شريكك أو أصدقائك أو أي شخص آخر ويمكن أن تكون بعض ارتباطاتنا مفيدة ومحفزة لنا، ويمكن أن يؤثر بعضها علينا عقليًا.. فمثلا الحب والتقدير يمكن أن يحفزنا على أن نكون أفضل ما لدينا وأن ننمي علاقات جيدة.. ولكن إذا كنا مهملين وغير محترمين ومهتمين في علاقاتنا فبعض الارتباطات العاطفية يمكن أن تتحكم في حياتنا، وتغير طريقة تفكيرنا وتصرفنا وفي نهاية المطاف ندخل في حالة من الإحباط والاكتئاب والارهاق العاطفي ونمتنع من ممارسة حياتنا بشكل طبيعي.. اليوم علماء النفس وجدوا عندما درسوا تكوينات هذا الاضطراب غير المصنف أن هناك فئة من الناس من المحتمل أن يكون لديهم ارتباطات آمنة أو ما نسميه رابط عاطفي إيجابي مع أبويه، وأنهم مرتاحون في علاقاتهم ولكن لديهم قلق منخفض من تلك العلاقة وبالتالي تلعب دورا ومنخفضا في حدوث المشكلة.. وهناك فئة أخرى من الناس عاشوا حالة من التجنب والرفض من آبائهم مما جعلهم أكثر حذرا وعدم ارتياح من الارتباطات العاطفية والاتجاه نحو الاستقلالية وعدم الالتزام أو الخوف من الالتزام.. أما الناس الذين كانوا يعيشون في بيئة مشغولة وقلقة ومتقطعة لتواجد الآباء في حياتهم فإنهم يعشون حالة من القلق ولا يشعرون بأمان في علاقاتهم.. وهناك فئة من الناس يعشون في بيئة غير منظمة او منتظمة في الرعاية الأبوية فيصبح لدى البالغين الذين يعانون من هذا النمط من الارتباط أنماط مكثفة أو فوضوية من العلاقات وحالة من التناقض ما بين التقارب العاطفي أو الهروب من التقارب. اليوم قد يؤثر اضطراب التعلق الذي نشأ وتطور في مرحلة الطفولة على العلاقات في مرحلة البلوغ، فقد يواجه الشخص المصاب باضطراب التعلق صعوبة في الوثوق بالآخرين أو الشعور بالأمان في العلاقة مما يجعله يجد صعوبة في تكوين صداقات وشراكات رومانسية والحفاظ عليها.. لذا يجب على أي شخص تعرض لصدمة أو إهمال في مرحلة الطفولة أن يبادر في علاجها حتى لا تؤثر على علاقاته وبالذات الرومانسية ويدخل في حالة من التعلق المرضي.. كون العلاقة ما بين الأبوين والطفل شديدة الحساسية لأن الطفل يفهمها ويدركها ويتأثر بها عكس ما يراه ويتوقعه الآباء بل ويحفظها في ذاكرته وفي اللاوعي لتظهر بأشكال مختلفة من الدفاعات اللاشعورية والاضطرابات سواء شخصية أو أمراض نشطة في مرحلة البلوغ. اليوم العلاج السلوكي المعرفي وأفرعه وتفرعاته والعلاج بالالتزام والقبول وبقية العلاجات النفسية غير الدوائية والمثبتة بالبراهين العلمية والإكلينيكية أثبتت نجاحها في إحداث تغيير علاجي لعلاج اضطراب التعلق غير الصحي والأمراض والأعراض النفسية المصاحبة له والتمتع بممارسة حياة طبيعية.