التليغراف: شيرر سيتولى منصباً إدارياً طوال الأيام الماضية لا حديث في أروقة الاتحادات الدولية الرياضية وكذلك في الصحافة العالمية عموما والبريطانية خصوصا عن دخول نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي التاريخ من أوسع أبوابه بعد أن بات أغنى ناد في العالم بمجرد إعلان صندوق الاستثمارات السعودي الاستحواذ عليه يوم الخميس الماضي، وبالتالي تصدر قائمة أغنى مالكي أندية كرة القدم في العالم وبات أغنى بمقدار 20 ضعفا مقارنة بنادي مانشستر سيتي المملوك للإمارات والذي كان يعد الأغنى في الدوري الإنكليزي. «الماك بايز» أغنى ناد في العالم ومشجعوه يرقصون فرحاً وأثيرت في الصحافة الرياضية والاقتصادية منذ الإعلان عن نجاح الصفقة مثل موقف الصحافة الأجنبية ورابطة الدوري الإنجليزي وجماهير النادي ولاعبيه وخطط الإدارة الجديدة ومستقبل النادي، وهذا الإعلان من قبل صندوق الاستثمارات السعودي جاء بالتزامن مع خطة موضوعة بالفعل من قبله خاصة بالقطاع الترفيهي والرياضي خاصةً مع تاريخ النادي الإنجليزي وإنجازاته المميزة وبالتالي بات الأمر أكثر تشويقًا في صالح المملكة وهنا نرى خطط السعودية في بناء فريق عالمي ينافس في أقوى البطولات، وأيضا فإنه ولاشك تلعب الاستثمارات الرياضة جزءاً هاماً في القوى الناعمة للدول من خلال الدبلوماسية الرياضية، وتعمل كذلك على تعزيز ونشر الصورة الذهنية وهي أحد اهم الروافد الاقتصادية للدول والمدن نحو تنمية مستدامة، وكذلك فإن السوق العالمي الذي يقرب بين الشعوب من ضمنه الرياضة والسياحة والترفية وجميعها تتناغم وتترابط ببعض بل أصبح من بديهي القول ان الاقتصادات متداخلة وان الرياضةاصبحت تلعب جزءا هاما مرتبطا بالتعليم والصحة وعلم البيانات والاتصال وصناعة القدوة، وحفظ السلام للمجتمعات، وتسويق الدول والمدن وتعزيز العلامة الوطنية للدول. بعد استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على نادي «نيوكاسل» الإنجليزي، أصبحت أغنى خمسة أندية في الدوري الإنجليزي الممتاز إذ جاء في المركز الأول نيوكاسل يونايتد الذي يملكه صندوق الاستثمارات السعودي، فيما جاء نادي مانشستر سيتي الذي يملكه الشيخ منصور بن زايد بالمرتبة الثانية ثم نادي تشيلسي الذي يملكه رومان أبراموفيتش، نادي أرسنال الذي يملكه ستان كرونكه، ونادي أستون فيلا الذي يملكه ناصف ساويرس. الأفراح والتهاني انهالت على نادي نيوكاسل الإنجليزي، بعد نجاح صندوق الاستثمار السعودي في الاستحواذ على أسهمه بنسبة 100% حيث عانى مشجعو نيوكاسل من مالك النادي السابق مايك أشلي الذي استلم الفريق الشمالي في عام 2007 وهبط الفريق تحت إدارته في عامي 2009 و2016 بالإضافة إلى عدد من القرارات التي جعلته غير محبوب من قبل الجماهير مثل السماح للمدرب الإسباني رافائيل بينيتيز بالرحيل بعد صعوده مع الفريق وتقديمه بضع مواسم جيدة وتجديد عقد المدرب السابق الفرنسي ألان باردو 8 أعوام وأخيرا التعاقد مع جولينتون المهاجم البرازيلي مقابل 40 مليون جنيه إسترليني وهو الذي منذ قدومه في 2019 سجل 10 أهداف فقط خلال 88 مباراة. وقد أفردت نشرة «فوتبول ديلي» الصوتية على الإنترنت تحقيقا خاصا عن ( فرحة جماهير النادي) بهذه الصفقة وعنونت المقال بعبارة «مشجعو نيوكاسل مستعدون لبداية جديدة» وكتبت: باختصار فقد أبدت الجماهير فرحتها عبر الغناء أمام ملعب النادي( سنت جيمس بارك) في نيوكاسل والتعبير عن قدرتها أخيرا في التخلص من فترة تعد من الأسوأ بالنسبة لها في تاريخها بعد الهبوط مرتين خلال 15 عاما، ونشرت وسائل إعلام ومنصات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لجماهير النادي، وهي تهتف فرحا بهذه الخطوة التي برأيها ستدر خزائن النادي بالأموال الوفيرة لاستقدام النجوم من أرجاء العالم، وبالتالي المنافسة على الألقاب. اما رابطة الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم فقد منحت المجموعة الاستثمارية التي تضم صندوق الاستثمارات العامة السعودي الضوء الأخضر للاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد، وقالت الرابطة في بيان «قامت رابطة الدوري الممتاز، نادي نيوكاسل لكرة القدم وشركة سانت جيمس القابضة بتسوية النزاع حول انتقال ملكية النادي الى تحالف «صندوق الاستثمارات العامة السعودي»، «بي سي بي كابيتال بارتنرز» و»أر بي سبورتس أند ميديا». أيضا فقد أطلق كثير من لاعبي النادي المواقف المؤدية لهذه الصفقة حيث قال(آلان شيرر) مهاجم نيوكاسل ومنتخب إنجلترا السابق: «يمكننا أن نحلم مرة أخرى». من جهته قال (مايكل أوين) مهاجم نيوكاسل ومنتخب إنجلترا السابق: «إنها أنباء طيبة لجميع الأشخاص المرتبطين بالنادي، الملكية الجديدة هي بالضبط ما يحتاج إليه النادي؛ تجددت مشاعر التفاؤل وقد تكون نقطة تحول في مسيرة النادي، أما (إيزاك هايدن) لاعب وسط نيوكاسل فقد قال: «إنها لحظة رائعة للنادي ومدينة نيوكاسل، أدعو جماهير نيوكاسل للاستمتاع قدر الامكان». وهنا يرد السؤال.. كيف ستكون خطط إدارة النادي الجديدة ذلك انه عقب استحواذ صندوق الاستثمارات السعودي على غالبية أسهمه، دخل نادي نيوكاسل يونايتد الإنكليزي، عهدا جديدا يأمل عشاقه بأن يكون مليئا بالألقاب والبطولات ولا سيما لقب «البريميرليغ» الذي غاب عن خزائنه منذ العام 1929، فيما كانت آخر بطولة أحرزها هي كأس الاتحاد الإنكليزي العام 1955. هنا في واشنطن تابعت كل الصحف والمواقع الأمريكية والأوروبية التي تابعت عن كثب هذه الصفقة واستوقفني ما نشرته صحيفة «ماركا» الإسبانية التي قالت إن على الإدارة الجديدة أن تضع خططا فورية للتخلص من إرث المالك السابق، مايك أشلي، والذي تراجع «نيوكاسل» كثيرا في عهده وأصبح أقصى طموحات «طيور العقعق» البقاء في الدوري الممتاز وعدم الهبوط إلى الدرجة الأولى. وكان أفضل إنجاز حققه «نيوكاسل» على مدى 14 عاما من إدارة آشلي هو احتلاله المركز العاشر في الدوري الممتاز ولمرة واحدة وصفت بأنها «ضربة حظ». وتوقعت «الماركا» أن الإدارة السعودية الجديدة للنادي لن تكون متساهلة أمام أي فشل ذريع في المستقبل وأنها سوف تسعى إلى جذب العديد من اللاعبين والنجوم الأكفاء. ورأت الصحيفة أنه ينبغي على الملاك الجدد أن يعالجوا «الأجواء السامة» التي خلفها آشلي في ملعب «سانت جيمس بارك»، والتخلص من الموظفين التابعين له والذين أثاروا نقمة المشجعين. اما عن الأفكار التي قد تقدم عليها الإدارة الجديدة والتي تسرب بعضها للصحافة الرياضية العالمية فتبدو النوايا، وفقا لصحيفة ماركا، واضحة في جعل نيوكاسل يونايتد مرة أخرى محط فخر لجماهيره وعشاقه، من خلال تطوير وتحديث الملعب الخاص بالفريق، والترحيب بأساطير الفريق القدماء مثل كيفن كيغان وآلان شيرر بصورة رسمية بعدما كانا مكروهين من الإدارة السابقة بسبب انتقادهما المستمر لآشلي. ومن المحتمل -حسب الصحيفة-أن يكون مدرب الفريق الحالي، ستيف بروس، مسؤولاً عن قيادة المباراة القادمة التي ستجمع نيوكاسل ضد توتنهام هوتسبر في الدوري الإنكليزي، ولكنه على الأغلب سوف يقال في أسرع وقت بسبب سوء نتائجه في المباريات السابقة. وكذلك قد يكون المدرب الإيطالي البارز، أنطونيو كونتي، هو أفضل من يتولى زمام الفريق، خاصة وأنه عاطل عن العمل في الوقت الحالي بعد أن غادر فريق إنتر ميلان، وما سوف يساعد على إغرائه بالموافقة هو أن الأموال وجلب اللاعبين لن يكونا عائقا أمام ذلك المدرب المشاكس الذي يعشق التحديات. الصحافة الإنجليزية تحدثت عن انه من الأمور الفورية التي قد تسعى الإدارة الجديدة لإنجازها إحضار نجم معروف إلى الفريق خلال سوق الانتقالات الشتوية في يناير القادم، وإذا كان من الصعب حاليا جذب لاعبين من العيار الثقيل جدا مثل النجم الفرنسي، كيليان مبابي، فإنه ما زال بالإمكان شراء خدمات نجم يحظى بالجماهيرية ولكنه يعاني مع ناديه الحالي. وفي هذا الصدد هناك عدة أسماء مطروحة على الطاولة، ومنها مهاجم برشلونة، النجم البرازيلي فيليب كوتينيو والذي لن تمانع إدارة «الكامب نو» في التخلص منه لرفد خزانتها شبه الخاوية بالمزيد من الأموال. وهناك أيضا المهاجم البرازيلي الشاب، ريتشارليسون، والذي لن يكون بإمكان ناديه الحالي، إيفرتون الإنكليزي، الاحتفاظ به في حال قرر «الماكبايس» شراء خدماته بما يزيد عن 75 مليون يورو أي ما يعادل 87 مليون دولار تقريبا. الإدارة الجديدة بدأت نشاطاتها منذ فجر الجمعة حيث وصلت أماندا ستيفلي عضو مجلس إدارة نيوكاسل يونايتد الجديدة إلى مقر النادي يوم للقاء طواقم النادي بعد يوم من إعلان الاستحواذ على النادي الإنجليزي. وأعلن نادي نيوكاسل يوم الجمعة، وصول ستيفلي إلى النادي ولقائها مختلف طواقم وأفراد النادي خلال قدومها إلى ملعب سانت جيمس براك. وتشغل ستيفلي منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة «بي سي بي كابيتال» أحد أطراف المجموعة الاستثمارية التي استحوذت على نادي نيوكاسل. وسيدخل النادي مرحلة جديدة في تاريخه، حيث بات نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي يتباهى بكونه يملك أغنى مُلاك في الدوري الإنجليزي الممتاز وذلك بعد صفقة الاستحواذ التي أتمها صندوق الاستثمارات العامة السعودي يوم الخميس على النادي. وبحسب صحيفة «ميرور» الإنجليزية، فإن نيوكاسل يونايتد بات في صدارة قائمة أغنى خمسة أندية في الدوري الإنجليزي وذلك بعد صفقة الاستحواذ ما جعلهم يتفوقون على أندية تشيلسي ومانشستر سيتي وآرسنال ومانشستر يونايتد. صحيفة الميرور وبعد أن تكلمت عن الصفقة قالت إن قيمة الصندوق السعودي تُقدر ب320 مليار جنيه إسترليني، مقابل 22.9 مليار جنيه إسترليني للشيخ منصور بن زايد مالك نادي مانشستر سيتي، و9.6 مليار جنيه إسترليني لرجل الأعمال رومان إبراموفيتش مالك نادي تشيلسي، و6.35 مليار جنيه إسترليني للأميركي ستان كرونكي مالك نادي آرسنال، و5.3 مليار جنيه إسترليني لرجال الأعمال المصري نصيف ساويرس مالك نادي أستون فيلا. اما صحيفة التليغراف البريطانية فأشارت إلى أن نادي نيوكاسل الإنجليزي الذي انتقلت ملكيته إلى صندوق الاستثمارات العاصمة السعودي سيرصد ميزانية تُقدر ب190 مليون جنيه إسترليني للدخول بها في سوق الانتقالات الشتوية وتعزيز صفوف الفريق الذي يحتل مركزاً متأخراً في لائحة الترتيب. وأشارت التليغراف إلى أن آلان شيرر «أسطورة النادي» والهداف التاريخي في الدوري الإنجليزي سيتولى منصباً إدارياً، فيما يظل ستيفن جيرارد وبراندون رودجرز مرشحين لتولي قيادة الفريق في الفترة المقبلة. محللون اقتصاديون رأوا إن هذا الاستثمار طويل المدى وأثره الاقتصادي لن يظهر بين يوم وليلة، مشيرًين إلى أن المهم في مثل هذه الاستثمارات النظر للمستقبل وليس النتائج الحالية، وكذلك عدم قياس النجاح الاستثماري بالنجاح الرياضي الذي تتحكم فيه عوامل كثيرة تكون خارجة عن الإدارة الاستثمارية للنادي وبالنظر إلى التجارب السابقة يظر مدى الفوائد الاقتصادية من مثل تلك الصفقات مثل استحواذ مجموعة أبو ظبي الإماراتية على نادي مانشستر سيتي؛ حيث استثمرت 200 مليون دولار، والناتج الآن أن النادي الإنجليزي قيمته السوقية أصبحت تقارب 4 مليارات دولار، وكذلك تشيلسي الذي استثمر فيه إبراهيموفيتش 190 مليون دولار وتجاوزت قيمته الآن 3.5 مليار دولار، ناهيك عن الأرباح السنوية. اما عن الفوائد التي سيجنيها صندوق الاستثمارات العامة السعودي من خلال استحواذه فهو إلى جانب ان الأندية العالمية لها أدوار وتأثير مجتمعي كبير، فان وجود اسم السعودية كدولة تاريخية غنية عريقة لها نجاحاتها وثقلها السياسي والعلاقة الوطيدة التاريخية مع المملكة المتحدة يعطي مؤشرات قوية للنجاح وأيضا فإن إيجاد راعي لملعب كرة القدم يحمل اسم السعودية مع تطوير الملاعب وملاعب الاكاديميات والتدريبات لتكون ملاعب ذكية وصديقة للبيئة يجعل ملعب "السعودية" ايقونة في مدينة نيوكاسل واسم يتردد في البث التلفزيوني حول العالم ولا يخفى أن الأندية الإنجليزية لها أدوار وتأثير في المسؤولية الاجتماعية من بناء ملاعب الأحياء وتوزيع الأدوات الرياضية على المدارس المحلية والتعاون مع أكاديميات النادي اكتشاف المواهب الرياضية وبالتالي إيجاد مبادرات إبداعية بين نادي نيوكاسل مع المجتمع والمدراس وتعزيز التعاون مع جامعة نيوكاسل في تطوير مبادرات بحثية تهم المنظومة الرياضية المحلية والعالمية وتعزز الاقتصاد المحلي لمدينة نيوكاسل وكل ذلك سوف يكون له أثر معنوي في تعزيز (العلامة الوطنية السعودية) فتنوع استثمارات صندوق الاستثمارات العامة السعودي ودخوله الاستثمار في الاقتصاد الرياضي القوي عالميا يعزز الصورة الذهنية للعلامة الوطنية السعودية ويساعد في جذب أكبر للاستثمار الأجنبي والمحلي والرعايات على مستوى الدولة يضاف لذلك، تصدير وبيع للمنتجات بصورة أكبر وبسعر أعلى بوجود سمعة وعلامة تجارية أقوى للدول وهذا ما تسعى إليه كل الصناديق السيادية في العالم. ملعب سان جيمس بارك