أعلنت واشنطن «الجمعة» أنها خففت قيود تصدير التكنولوجيا المفروضة على إيران لتوسيع الوصول إلى خدمات الإنترنت التي قيدتها الحكومة بشدة وسط حملة لقمع التظاهرات مستمرة منذ أسبوع احتجاجا على وفاة شابة أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق. واعتبرت وزارة الخزانة الأميركية أن قطع طهران الإنترنت محاولة «لمنع العالم من مشاهدة حملتها العنيفة ضد المتظاهرين السلميين». وقال نائب وزير الخزانة والي أدييمو في بيان إن الإجراء الجديد سيسمح لشركات التكنولوجيا «بتوسيع نطاق خدمات الإنترنت المتاحة للإيرانيين». وأضاف، «مع خروج الإيرانيين الشجعان إلى الشارع للاحتجاج على وفاة مهسا أميني تضاعف الولاياتالمتحدة دعمها لتدفق المعلومات بحرية إلى الشعب الإيراني». شهدت إيران أسبوعا من الاحتجاجات الدامية بعد وفاة أميني التي اعتقلت الأسبوع الماضي لارتدائها الحجاب «بشكل غير لائق». وكانت الشابة الكردية البالغة 22 عاما أمضت ثلاثة أيام في غيبوبة بعد أن احتجزتها شرطة الأخلاق. وقالت وزارة الخزانة الأميركية إنها تتخذ إجراءات للسماح بالوصول إلى البرامج بما في ذلك أدوات مكافحة الفيروسات والبرامج الضارة بالإضافة إلى خدمة مؤتمرات عبر الفيديو لدعم «وصول الشعب الإيراني إلى معلومات تستند إلى حقائق». وتابعت، «بهذه التغييرات نساعد الشعب الإيراني في أن يكون أفضل استعدادا لمواجهة جهود الحكومة في مراقبته والتضييق عليه». وقال نائب وزير الخزانة والي أدييمو في بيان: إن الإجراءات «ستوسع نطاق خدمات الإنترنت المتاحة للإيرانيين» لمساعدة «الشعب الإيراني على أن يكون أفضل تجهيزًا لمواجهة جهود الحكومة لمراقبته وفرض الرقابة عليه». وقد لا يكون تأثير هذه الخطوة فوريا كما أقر مسؤولو الإدارة الأميركية في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين لكن «بمرور الوقت، سيمنح ذلك للشعب الإيراني مزيدا من الأدوات للتعامل مع هذه الجهود القمعية من جانب الحكومة الإيرانية». وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان منفصل: «قطعت الحكومة الإيرانية الوصول إلى الإنترنت عن معظم مواطنيها البالغ عددهم 80 مليونًا لمنعهم والعالم من مشاهدة حملتها العنيفة ضد المتظاهرين السلميين». وأضاف أن واشنطن «ستساعد في ضمان عدم بقاء الشعب الإيراني في عزلة وجهل». وبعث أعضاء في الكونغرس، ديموقراطيون وجمهوريون، هذا الأسبوع رسالة إلى وزيرة الخزانة جانيت يلين يحضونها فيها على تخفيف القيود المفروضة على خدمات الإنترنت لإيران «وتوضيح القواعد الخاصة بتوفير الخدمة للشعب الإيراني» و»تسريع جميع التراخيص ذات الصلة بالشركات. وارتفعت أعداد قتلى الاحتجاجات لتصل 35 شخصا على الأقل، وفق حصيلة جديدة أعلنتها وسائل إعلام رسمية. وخرج المتظاهرون إلى شوارع المدن الكبرى في إيران، بما في ذلك العاصمة طهران، على مدى ثماني ليال متتالية منذ وفاة مهسا أميني البالغة 22 عاما. وذكرت وسائل إعلام رسمية أن «عدد الأشخاص الذين قتلوا في أعمال الشغب الأخيرة في البلاد ارتفع إلى 35». خرجت تظاهرات في أنحاء إيران، تخلل بعضها على ما أظهرت تسجيلات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، أعمال عنف في طهران وفي مدن أخرى من بينها تبريز. وفي بعض التسجيلات يمكن مشاهدة عناصر أمن يطلقون الذخيرة الحية، باتجاه متظاهرين غير مسلحين في بيرانشهر وماهاباد وأورميا. وفي تسجيل مصور نشرته منظمة «إيران هيومن رايتس يمكن مشاهد عنصر من قوات الأمن بزي رسمي يطلق النار من رشاش إي. كيه -47 باتجاه متظاهرين في جادة فردوسي طهران. وقالت: إن تسجيلا آخر يظهر «قافلة لقوات أمن الدولة على طريق سريع في طهران» ليل الجمعة. واعتقلت قوات الأمن نشطاء وصحافيين كتبوا عن وفاة أميني. من ناحية أخرى قال مركز «هنكاو» لحقوق الإنسان الكردي ومقره أوسلو إن المتظاهرين «سيطروا» على أجزاء من مدينة أشنويه بمحافظة أذربيجان الغربية في شمال غرب إيران. وأظهرت مشاهد مصورة متظاهرين يسيرون رافعين أيديهم بشارة النصر، «هنكاو» قال إن الأمر عبر عن مخاوف إزاء حملة قمع جديدة. وحذرت منظمة العفو لدولية من «خطر إراقة مزيد من الدماء وسط حجب متعمد للانترنت». وقالت منظمة العفو إن أدلة جمعتها من 20 مدينة في أنحاء إيران «تكشف عن نمط مروّع من قيام قوات الأمن الإيرانية بإطلاق طلقات الخردق بشكل غير قانوني ومتكرر مباشرة على المحتجين». واستنكرت المنظمة كذلك إطلاق «وابل الرصاص على المحتجين». وأضافت في بيانها أن قوات الأمن قتلت 19 شخصا على الأقل ليل الأربعاء فقط، من بينهم ثلاثة أطفال على الأقل. وأحرقت نساء إيرانيات أغطية الرأس وقامت بعضهن بقص شعرهن دلالة على احتجاجهن على قواعد اللباس الصارمة، في تحركات تردد صداها من نيويورك إلى إسطنبول ومن بروكسل إلى سنتياغو بتشيلي. وفي بيانها رفضت منظمة العفو التحقيق الذي تجريه إيران ودعت دول العالم «للقيام بخطوات ملموسة» في مواجهة القمع الدامي. وقالت هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة: «يتعين على الدول الأعضاء في الأممالمتحدة أن تتجاوز التصريحات غير المؤثرة وأن تسمع صرخات الضحايا والمدافعين عن حقوق الإنسان، وأن تنشئ على وجه السرعة آلية تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة». مقتل أميني حرك الإيرانيين المحتقنين من الحكام ذوي الفكر الثوري المتخلف (أ ف ب)