أشعل مقتل امرأة محتجزة مظاهرات في أنحاء إيران، بما في ذلك العاصمة طهران، حيث هتف المتظاهرون ضد الحكومة واشتبكوا مع الشرطة. كما أدانت الولاياتالمتحدة، التي تحاول إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران لعام 2015، مقتلها ودعت إيران إلى إنهاء «اضطهادها الممنهج» للنساء، ورفضت إيران الانتقادات ووصفتها بدوافع سياسية. وطالب مسؤول كبير في الأممالمتحدة بإجراء تحقيق مستقل في وفاتها. مزاعم التعذيب وقالت ندى الناشف، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان بالإنابة: «إن وفاة مهسا أميني المأساوية ومزاعم التعذيب وسوء المعاملة، يجب أن تخضع للتحقيق الفوري والنزيه والفعال من قبل سلطة مختصة مستقلة». في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إن أميني «يجب أن تكون على قيد الحياة اليوم». وبدلاً من ذلك، حزنت عليها الولاياتالمتحدة والشعب الإيراني. وندعو الحكومة الإيرانية إلى إنهاء اضطهادها الممنهج للنساء والسماح بالاحتجاج السلمي «. ورفض وزير الخارجية الإيراني حسين أمير اللهيان الانتقادات واتهم الولاياتالمتحدة ب «ذرف دموع التماسيح». وكتب على تويتر: «أمر بفتح تحقيق في الوفاة المأساوية لمهسا، التي، كما قال الرئيس، كانت مثل بناتنا». إساءة المعاملة وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن شرطة الآداب الإيرانية وسعت دورياتها في الأشهر الأخيرة، مستهدفة النساء، وظهرت مقاطع فيديو تم التحقق منها تظهر نساء يتعرضن للصفع والضرب بالهراوات وإلقائهن في شاحنات الشرطة. واعتقلت دورية مماثلة مهسا أميني، ذات ال22 عاما، الثلاثاء الماضي، ونقلت إلى مركز للشرطة حيث انهارت، وماتت بعد ثلاثة أيام. ونفت الشرطة الإيرانية إساءة معاملة أميني، وقالت إنها توفيت بنوبة قلبية، وتقول السلطات إنها تحقق في الحادث. منع الكشف ونشرت الشرطة الإيرانية الأسبوع الماضي لقطات فيديو من دائرة مغلقة، يُزعم أنها تظهر لحظة انهيار أميني، لكن عائلتها تقول إنها لا تعاني من مشاكل في القلب. وقال والدها أمجد أميني لموقع إخباري إيراني، إن الشهود رأوها تُدفَع في سيارة للشرطة. قال: «طلبت الوصول إلى «مقاطع فيديو» من الكاميرات الموجودة داخل السيارة وكذلك من فناء مركز الشرطة، لكنهم لم يقدموا أي إجابة»، كما اتهم الشرطة بعدم نقلها إلى المستشفى على وجه السرعة، قائلاً إنه كان من الممكن إنعاشها. وأضاف أنه عندما وصل إلى المستشفى لم يُسمح له برؤية الجثة، لكنه تمكن من الحصول على لمحة عن كدمات في قدمها. وثم ضغطت عليه السلطات لدفنها ليلا، لتقليل احتمالية الاحتجاجات على ما يبدو، لكن أميني قالت إن الأسرة أقنعتهم بالسماح لهم بدفنها في الساعة 8 صباحا بدلا من ذلك. ودفنت أميني، وهي كردية، يوم السبت في مسقط رأسها في مدينة ساقز غربي إيران. واندلعت الاحتجاجات هناك بعد جنازتها، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين يومي السبت والأحد، وتم القبض على العديد من المتظاهرين. امتدت الاحتجاجات إلى طهران ومدن أخرى يوم الاثنين. وقال موقع إخباري تابع للتلفزيون الرسمي، إن 22 شخصًا اعتقلوا في مظاهرة في مدينة رشت الشمالية، في أول تأكيد رسمي للاعتقالات المتعلقة. وعرض التلفزيون الرسمي لقطات للاحتجاجات، بما في ذلك صور لسيارتين للشرطة ونوافذهما محطمة، وأضافت أن المحتجين أحرقوا دراجتين ناريتين أيضا، وأنهم أحرقوا الأعلام الإيرانية في المناطق الكردية وطهران. وألقت القناة التي تديرها الدولة باللوم في الاضطرابات على دول أجنبية وجماعات معارضة في المنفى، متهمة إياها باستخدام وفاة أميني ذريعة لمزيد من العقوبات الاقتصادية. - شهدت إيران موجات من الاحتجاجات في السنوات الأخيرة، بسبب أزمة اقتصادية طويلة الأمد. - تفاقمت الأزمة الاقتصادية بسبب العقوبات الغربية المرتبطة بالبرنامج النووي للبلاد. -قامت السلطات بقمع الاحتجاجات بالقوة واعتقلت الكثير.