كُل مهارةٍ من مهاراتٍ التعامل في الحياة يجب أن يتعلمها مدير الإدارة لتساعده في التعامل مع الموظفين.. فَلَئِنْ كانت البيئة الخارجية للإنسان هي عالمه الكبير الذي يعيش فيه ويتعامل فيه مع الناس؛ فإن مكان العمل هو عالمه الصغير الذي يجب أن تُراعى فيه حاجاته الاجتماعية والشخصية. من هذه المهارات التي يغفل عنها كثيرٌ من الناس في الحياة، ويغفلون عنها في الإدارة أيضاً هي مراعاة الاحتياجات الشخصية والاجتماعية للموظف. فكلنا نعلم أنه لا يكاد يسلم أحد من الموظفين من التعرض لضغوطٍ اجتماعية ونفسية في وقت من الأوقات، ولا من التزاماتٍ شخصية وعائلية تؤثر على علاقته بعمله. سواء كان التأثير على مستوى أدائه الوظيفي أم على انتظام حضوره إلى مقر العمل. هذه الظروف الضاغطة على الموظف ينبغي للمدير الحاذق أن يتعامل معها بحرصٍ وذكاء، يجمع بين مصلحة العمل وبين مراعاة حاجة الموظف. إن التعاطي بهذا الطريقة مع الموظفين يعد من علامات القائد الذكي، وهو من التكافل الاجتماعي والتكاتف الإنساني اللذين أقرّتهما الشريعة الإسلامية ومكارم الأخلاق. ويُعدُّ أيضاً من المهارات الإدارية الناجحة التي تُمارسُ في كثير من الكيانات الكُبرى الأكثر نجاحاً في العالم. إن الموظف الذي يشعر بأن رئيسه في العمل يهتمّ باحتياجاته الشخصية ويُحِسّ بظروفه الاجتماعية يشعر تجاهه بالامتنان الشخصي، والانتماء الشديد للكيان الذي يعمل به. والعلاقة بين الرئيس وموظفيه لا يصح أن تكون علاقة عملٍ تعاقدية بحتة؛ بل يجب أن تُدار بإحساسٍ عائلي دافئ، فشعورُ الموظف بأنه يعمل ضمن أسرةٍ مُتحابّةٍ مُتكاتفةٍ فيها كثيرٌ من اللمسات الإنسانية الحانية يمنحه الرغبة القصوى في العمل بِحُبّ، ويزيد من ولائه للكيان الذي ينتمي إليه ولمن يرأسُه. والنتيجة المؤكدة: زيادةٌ في الولاء وارتقاءٌ في الأداء.