كل عام ونحن والتعليم بخير.. كل عام والطلبة والطالبات بسلام، كل عام وهيئة التعليم بعافية، لقد بدأ فلذات أكبادنا يمشون على أرض المدرسة، يلتقون بصحبة جديدة وأفكار حديثة، ستعلو أصوات المعلمين بجد واجتهاد، سيرفع الستار عن سنة تعليمية حديثة مختلفة. لكن قبل هذا ماذا أعددنا نحن لتلك العودة؟ مسؤولية كل ولي أمر ومربٍ أن يزرع الحب في روح أبنائه تجاه أصحابهم، عليه أن يخبرهم أنهم سيخرجون إلى عالم مليء بأفكار وثقافات وتربية. هناك الأبيض والأسود والسمين والنحيل وهناك المجتهد والكسول، عليهم أن يخبروهم أن هذا كله من خلق الله، فلا يجب عليهم التنمر أو التنابز بالألقاب، نمّو في روح أولادكم تقبل الغير بأشكالهم وأسمائهم بعيدًا عن العنصرية والتميز، فهم بشر مثلهم لا حول ولا قوة لهم إلا بالله، علموهم أن الناس سواسية كأسنان المشط، هذبوا أخلاقهم ساعدوهم على فتح مداركهم نحو أفق أبعد، أخبروهم أن هناك بشراً في هيئة شياطين يتربصون بالخيرين أخبروهم أن الوالدين هما مصدر الثقة والأمان، علموهم إنكار المنكر بوعي وإدراك المسؤولية، اجعلوا نهجهم نهج المسلم الوسطي، كما قال تعالى: "وجعلناكم أمة وسطى"، أخبروهم أن سيد البشر صلي الله عليه وسلم، قد نشر رسالته وبشر فيها بالحوار والرُقي والسلام، اشرحوا لهم عن أخطار المخدرات والأفكار الناشزة وعن الأفكار الشيطانية "المثليين"، وما هو محرم من قتل النفس بغير الحق اجعلوا نهجهم الصلاة وتلاوة القرآن، دعونا نفخر بطلابنا وطالباتنا فنحن أمة الأخلاق. كما قال رسولنا الكريم:"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".