اليوم لا يوجد مجتمع صغير أو كبير لا يخلو من الأشخاص الذين تكون ردة فعل الناس عنهم بقول يا "من شراء له من حلالة علة من كثر ما يلزق" ويغث الآخرين بتدخله في كل صغيرة وكبيرة ويلصق في الناس في كل موقف مثل لصقة جونسون للذين جربوا هذه اللصقة.. و"النشبة "في اللغة العربية الرجل إِذا نَشِب في أَمرٍ لم يكد ينحلُّ عنه. الشخص "النشبة" قد نعتقد أنه أهوج وما يفهم ولكنه في الحقيقة ذكي ويحاول استخدام الكثير من السياسات والطرق السلوكية لتحقيق حاجاته لدرجة تجعل الشخص الآخر يمل ويطفش ويحقق له ما يريد، وفي أدبيات الشارع بعض المهن ما يحل الأمور ولا يحل عقد وبيروقراطيات بعض الموظفين إلا الشخص النشبة فهو يؤمن بسياسة أنشب لهم حتى ما ينشبون لك، وبهذه الطريقة يحصل على ما يريد بأسهل الطرق. اليوم سياسة "النشبة" قد تكون مهارة سلوكية اجتماعية تكسر حدة وتعقيدات أصحاب النظام الذين يخافون من أي مبادرة تهدف إلى تقديم الحلول مهما كانت نسب نجاحها لدرجة أنهم أصبحوا من أصحاب الأيدي المرتعشة في اتخاذ القرار، وعندما تحاول خلق حالة من الحوار البناء والمرن حول سبب عدم تقديمهم للحلول والتسهيل على الناس وأن الأنظمة من وضع البشر، وبإمكان البشر تعديلها وتطويرها، وتكون ردة الفعل المزيد من الوعظ حول النظام وبدل ما تنشب به لحل مشكلتك ينشب فيك بالحديث عن المبادئ والقيم وتقول بينك وبين نفسك ليتني ما فتحت معه الموضوع وتخرج خالي الوفاض. اليوم وعلى الطرف الآخر من ضفة نهر الحياة وبالأخص السلوك الإداري سياسة "النشبة" قد تحقق الكثير من الأهداف للمديرين غير التوكيديين أو السلبين وأيضا العدوانيين والعدوانيين السلبيين، وهؤلاء يعيثون في أرض عالم الإدارة فسادا وما أقصده ليس سرقة المال العام ولكن سرقة جهود الآخرين ونسبها لأنفسهم والترزز بمناسبة وبغير مناسبة في أي موقف ومناسبة، ولذلك يحاول الجميع تجنبهم وتجنب أذاهم، لأنه إذا نشب لأحد وحطه في راسه كانت نشبة العمر إلى ما بعدها إلا الاستقالة واعتزال الحياة. اليوم هل علم النفس وصل إلى وصف دقيق لهذه الشخصية. أعتقد أنها تحتاج للمزيد من التأمل والتحليل العلمي كونه تشترك في بعض أوصاف الشخصي النرجسية أو المتمركزة حول الذات وشيء من نقص المهارات الاجتماعية وتوكيد الذات.