تعقد في أواخر هذا الأسبوع في مدينة سمرقند بأوزبكستان قمة منظمة شنغهاي للتعاون، التي تأسست عام 2001م، حيث من المتوقع أن يحضرها قادة كل من روسياوالصين وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان والهند وباكستان. كما سوف يحضر كبار المسؤولين في الدول المراقبة في هذه المنظمة وهم روسيا البيضاء وإيران وأفغانستان ومنغوليا وكذلك الدول الشريكة وهي تركيا وأذربيجان وأرمينيا وكمبوديا ونيبال وسريلانكا. وأيضاً المملكة ومصر وقطر التي تقدمت بطلب الشراكة كما تقدمت البحرينوالعراق وسورية وإسرائيل وبنغلاديش وفيتنام والمالديف وأوكرانيا بطلب الحصول على وضع دولة مراقبة. إذاً، فنحن أمام تجمع ضخم يضم 29 دولة، من بينهم 5 أعضاء في مجموعة العشرين هم: المملكة والصينوروسيا والهند وتركيا. ولهذا، فإن الحجم الاقتصادي لهذا التجمع يتعدى الحجم الاقتصادي لمجموعة السبع التي كانت في يوم من الأيام أكبر تجمع اقتصادي في العالم. بالمثل، فإن منظمة شنغهاي للتعاون التي تضم الصين والهند وباكستان وبنغلاديش ومصر تعتبر أكبر تجمع بشري في العالم. فمنظمة شنغهاي والحالة تلك تشكل أكبر سوق في العالم من حيث القوة الشرائية، وهذا بالتأكيد يوفر فرص مميزة لكافة المشاركين في هذا التجمع، وخاصة بالنسبة لبلدنا الذي لا يتجاوز عدد سكانه 35 مليون نسمة، فالمملكة يمكن أن تستفيد من سوق منظمة شنغهاي ذات الكثافة السكانية الكبيرة. فمنتجات مصانعنا، وخاصة ذات الميزة النسبية (الجودة والتكلفة)، سوف تلقى طلباً عليها في أسواق هذا التجمع الضخم، فسلعنا التي تلقى رواجاً واسعاً في السوق الخليجية، سوف تجد من يشتريها بطيب خاطر في السوق الكبيرة لمجموعة شنغهاي للتعاون. من ناحية أخرى، فإن اجتماع سمرقند الأسبوع المقبل، سوف يتم في أجواء عالمية جديدة، فالمواجهة بين روسياوالولاياتالمتحدة هي الآن أقرب من أي وقت مضى بسبب أوكرانيا، فالولاياتالمتحدة لن تقر بهزيمتها في هذا البلد بسهولة، بالمثل، فإن أجواء المواجهة بين الصينوالولاياتالمتحدة تسخن باستمرار، ويمكن أن تحدث بسبب تايوان، والأمر بالنسبة للولايات المتحدة هذه المرة ليس العراق أو يوغسلافيا، وإنما روسياوالصين، فالأولى توازنها عسكرياً والثانية اقتصادياً، وهي والحالة تلك أمام جبهتين قويتين. وثمة أمر مهم، فمنظمة شنغهاي للتعاون هي تجمع أوراسي قاري، في حين أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وأستراليا، التي يجمعهم حلف أوكوس، دول بحرية. وهذا يعود بنا إلى الجغرافيا السياسية، فالتجمع البحري حتى يسيطر على العالم يلزمه أولاًً، حسب نظرية ماكندر، أن يسيطر على قلب الأرض أي أوراسيا، ولكن قبل ذلك لا بد أن ينجح في السيطرة على شرق أوروبا ومن ضمنها أوكرانيا باعتبار هذه البلدان هي الخاصرة الرخوة للتجمع الأوراسي، فلننتظر عما تنفرج!