اسم معروف، وهو اسم اشتهر في عصرنا الحاضر لمّا نَشر الروائي الايرلندي برام ستوكر في 1897م رواية "دراكولا" عن مصّاص الدماء، ومحاولته أن ينتقل من منطقة ترانسلفانيا (في رومانيا اليوم) إلى بريطانيا، والمعركة التي احتدمت بينه وبين مجموعة يقودها البروفسور "فان هلسينغ". نجحت الرواية نجاحا كبيراً واليوم دراكولا من أشهر الأسماء في عالم الخيال، لكن لم تنجح في زمن الكاتب، وإنما في القرن الماضي لما ظهرت أفلام دراكولا، أثنى النقاد والأدباء على الرواية لكن الجمهور لم يعطها حقها من النجاح، وعاش برام ستوكر في فقر حتى اضطر آخر حياته أن يستجدي الجماعات الخيرية بعض المال. لكن لا يعرف الناس أن دراكولا حقيقي! نعم، إن شخصية الكونت دراكولا موجودة في التاريخ، وهو اسم شخص عاش في رومانيا قبل مئات السنوات، وارتبط اسمه بالرعب بسبب أفعاله البشعة. "فلاد تيبيش" أو "فلاد الثالث" هو الشخصية الحقيقية، لم يكن مصاص دماء وإنما أمير على منطقة تسمى الأفلاق في رومانيا في القرن الخامس عشر الميلادي، الصفات المشتركة بين الاثنين قليلة، أشهرها السمعة المخيفة، والاسم، ذلك أن فلاد كان يُلقّب "دراكول" كما كان يلقَّب أبوه، وتعني التنين والذي يسمى دراكو Draco في اللغة الرومانية، ذلك أن أباه بدأ يحمل هذا اللقب لما صار عضواً في جماعة التنين وهي مجموعة عسكرية أوروبية، ويمتد اللقب إلى نسل الرجل المُلقَّب، ولهذا عُرِف فلاد باسم "فلاد الثالث - دراكول". أشهر أفعال فلاد والتي صارت جزءًا من اسمه هو أنه كان وحشاً عديم الرحمة، فكان إذا أسر المسلمين خرق أجسامهم بالأعمدة الحديدة وتركهم معلقين على العمود، حتى صار لا يُعرف اليوم في اللغة الإنجليزية إلا باسم "فلاد المُخوزِق Vlad the Impaler"، نسبة إلى المخزقة وهي الحربة، حتى كان يَرْكز هذه الأعمدة الحادة في الأرض ويعلق الناس بالمئات حوله وهو يأكل الإفطار! من الغرائب أن أخاه أسلم وانضم للمسلمين، واستمرت الحروب كثيراً حتى انتصر المسلمون أخيراً عليه وقُتِل فلاد في رومانيا على يد جيش محمد الفاتح، وهكذا أُسدِل الستار على ذلك الفصل الشنيع في التاريخ البشري.