اشتهرت أسماء كثيرة في التاريخ. منها جنكيز خان، فما رأيك فيه؟ يعظّمه المنغوليون، وترى وجهه في كل مكان هناك، تماثيل، أوراق نقدية، منتجات متفرقة، مرسوم على جبال، حتى مطارهم اسمه مطار جنكيز خان الدولي. لكن لا تنخدع، فهو سفاح قتل الملايين من الأبرياء، وحفيده هولاكو أكمل سيرته الخبيثة فأباد خَلقاً عظيماً، وحتى لما توفي جنكيز لم ينتهِ الإجرام، فالذين دفنوه وموّهوا مكان دفنه قُتِلوا على يد المقربين من جنكيز لكيلا يعرف أحد مكان دفنه، وأما هولاكو ففي جنازته ذبحوا أناساً كقرابين بشرية، أول مرة في التاريخ المسجل نعرف أن شيئاً كهذا حصل. من أيضاً من المشاهير الذين يجهل الكثير أصولهم؟ دراكولا. ظهرت له حتى شخصيات فكاهية في برامج أطفال، ودراكولا شخصية مبنية على مجرم آخر اسمه فلاد تيبيش، وهو حاكم روماني في القرن الخامش عشر الميلادي عُرِف بساديته ووحشيته، وأما أصل كلمة دراكولا فإن فلاد كان يُلقّب «دراكول» كما كان يلقَّب أبوه، وتعني التنين والذي يسمى دراكو في اللغة الرومانية، ذلك أن أباه بدأ يحمل هذا اللقب لما صار عضواً في جماعة التنين وهي مجموعة عسكرية شُكِّلتَ لدعم النصرانية في أوروبا ومحاربة المسلمين، وأشهر أفعال فلاد والتي صارت جزءا من اسمه هو أنه كان وحشاً عديم الرحمة، فكان إذا ظفر بالمسلمين خرق أجسامهم بالأعمدة الحديدة وتركهم معلقين على العمود، وكان دائماً يفعل هذا ولا يقتل أعداءه إلا هكذا حتى صار لا يُعرف اليوم في اللغة الإنجليزية إلا باسم «فلاد المخوزِق»، وكانت نهاية هذا الوحش على يد جيش مشترك من المسلمين وأعداء فلاد من النصارى، وقُتِل في أرضه في رومانيا. وينستون تشيرشل كذلك ممن له سمعة إيجابية في الغرب وأماكن أخرى حول العالم، لكن من طبيعة الغرب تلميع مثل هذه الأصناف، فقد شارك في غزوات ضد الأفارقة، وكان يبغضهم ويظن العنف الذي رآه منهم ليس بسبب إجرام بريطانيا المعروف حول العالم بل بسبب أنه عنيفون بطبعهم! ورغم أن بريطانيا حاربت النازيين إلا أن تشيرشل لديه شيء مشترك معهم وهو اعتقاد سيادة العِرق الأبيض، ولما حاول الأكراد الاستقلال عن بريطانيا رأى تشيرشل قصفهم بالغازات السامة. لكن... التاريخ يكتبه المنتصر، وسيُلمّع نفسه مهما فعل من أهوال.