أكدت محافظة القدس أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي صادقت على تسعة مشروعات استيطانية جديدة في مدينة القدسالمحتلة خلال أغسطس الماضي. وأوضحت المحافظة في تقرير يرصد انتهاكات الاحتلال خلال أغسطس، أن أبرز هذه المشروعات المصادقة على بناء وحدات استيطانية جديدة وتوسعة استيطانية، منها بناء 1324 وحدة استيطانية في مستوطنة «جيلو» المقامة على أراضي جبل أبو غنيم جنوب مدينة القدس. وأضافت أن المخطط التوسعي الجديد سيقام على مساحة 80 دونمًا، إضافة إلى مشروع آخر يهدف لبناء 270 وحدة استيطانية متدرجة بموازاة الجسر في قمة الجبل المقابل لقرية لفتا التحتا، ومشروع آخر يسعى لبناء 1400 وحدة استيطانية ضمن مخطط جديد شرق القدس. وأشارت إلى أن بناء هذه الوحدات سيكون في منطقة حيّ «تسور و»كيبوتس رامات رحيل» الاستيطانية، إضافة إلى بناء 700 وحدة استيطانية في «جفعات شاكيد» جنوبالقدس. بالإضافة إلى مشروع جديد يحمل اسم «مزرعة في الوادي» يهدف إلى جذب اليهود من العالم إلى القدسالمحتلة، والفكرة الأساسية فيه هي تقديم تجربة زراعة خاصة تشبه تجارب المزارعين في العصور القديمة. وذكرت محافظة القدس أنه تم الكشف عن مخطط جديد بدأت سلطات الاحتلال بتنفيذه ضمن سياساتها المستمرة لتهويد مدينة القدس والسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى المبارك، من خلال زرع أكثر من 25 ألف مستوطن في البلدة القديمة مع حلول 2030. إضافة إلى العديد من المشروعات التي تسعى لتسهيل اقتحام المستوطنين بأعداد كبيرة للمسجد الأقصى مثل مشروع بناء سلم كهربائي ضخم يبدأ من باب المغاربة. وفيما يتعلق بعمليات الهدم، ذكر التقرير أن سلطات الاحتلال واصلت عمليات الهدم خلال أغسطس، شملت 35 عملية هدم؛ منها 11 عملية هدم قسري ذاتي، بالإضافة لتنفيذ ست عمليات تجريف لأراضٍ. وسلمت سلطات الاحتلال إخطارات هدم وبلاغات مراجعة لبلدية الاحتلال في عدة أحياء وبلدات في القدس، إذ تم تسليم خمسة إخطارات هدم لمنازل في العيسوية وسلوان والولجة، كما أخطرت بإزالة الإسفلت من طريق يصل بلدة مخماس بمقام وحديقة الدوير. وكان من أبرز الأحداث التي تصدرت الانتهاكات الإسرائيلية للشهر المنصرم، إعدام قوات الاحتلال للشاب محمد إبراهيم شحام من سكان بلدة كفر عقب، بعد أن اقتحمت منزل ذويه، وما تزال تواصل احتجاز جثمانه، ليرتفع عدد الشهداء المقدسيين المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال إلى 18 شهيدًا. أما فيما يتعلق باعتداءات المستوطنين، فخلال أغسطس نفّذ المستوطنون 47 اعتداءً تخللها ثماني اعتداءات بالإيذاء الجسدي. وشهد أغسطس ارتفاعًا في وتيرة الدعوات التحريضية التي تنظمها جماعات استيطانية، لاقتحامات المسجد الأقصى، وخاصة فيما يُسمى «ذكرى خراب الهيكل» الذي صادف السابع من أغسطس وتخلله تسجيل أعلى اعتداءات من قبلهم. ورصدت محافظة القدس نحو 17 إصابة نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحيّ والمعدني المغلف بالمطاط والاختناق بالغاز والضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيه. وبخصوص التحديات والاقتحامات للمسجد الأقصى، أفاد التقرير باقتحام 7069 مستوطنًا، و80,653 تحت مسمى «سائح»، باحات المسجد بمساندة قوات الاحتلال الخاصة المدججة بالسلاح، كان أعلاها تسجيلًا في 7 أغسطس إذ اقتحمه 2,201 مستوطن إحياءً لما تُسمى «ذكرى خراب الهيكل». وبالنسبة للاعتقالات، رصد التقرير نحو 213 حالة اعتقال نفذتها قوات الاحتلال لمواطنين في القدس. وأصدرت محاكم الاحتلال 15 حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، من بينها خمسة أحكام بالاعتقال الإداري، و12 قرارًا بالحبس المنزلي من بينهم ثلاثة قرارات بالحبس المنزلي المفتوح، ونحو 26 قرارًا بالإبعاد، منها 16 قرارًا بالإبعاد عن الأقصى والبلدة القديمة، كما سلّمت قرارات منعٍ من السفر لثلاثة مواطنين. من جهة ثانية، حمل نادي الأسير الفلسطيني، صباح السبت، سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل موسى هارون أبو محاميد من بيت لحم جنوبيالضفة الغربيةالمحتلة، في مستشفى «أساف هروفيه». وذكر نادي الأسير، أن الاحتلال اعتقل محاميد على خلفية دخوله للعمل في القدسالمحتلة من دون تصريح وفقًا لعائلته. وأشار النادي إلى أن الحالة الصحية للمعتقل محاميد تدهورت بشكل كبير مؤخرًا، وجرى نقله إلى مستشفى «أساف هروفيه» الإسرائيلي إلى أن ارتقى صباح السبت. ولفت النادي إلى أن عائلة المعتقل قالت إن نجلها كان يعاني من مشكلات عصبية قبل اعتقاله. وأكد نادي الأسير أن ما تعرض له المعتقل محاميد «جريمة تضاف إلى جرائم الاحتلال المتواصلة، ومنها جريمة الإهمال الطبي المتعمد». وذكر أن «استهداف الفلسطينيين بذريعة الدخول من دون تصريح إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة تصاعد منذ مطلع العام الجاري، ليس فقط عبر عمليات الاعتقال، وإنما من خلال إطلاق النار عليهم».