قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، في قمة "قازان" العالمية للشباب: إن دول العالم الإسلامي هم شركاء روسيا التقليديون، في معالجة القضايا الراهنة. وقرأ رئيس تتارستان رستم مينيخانوف، كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للمشاركين في القمة لدى افتتاح جلستها، حيث قال: "إن دول العالم الإسلامي هم شركاؤنا التقليديون في حل العديد من القضايا، على الصعيد الإقليمي والعالمي، في إطار الجهود المبذولة لبناء نظام عالمي أكثر عدلا وديمقراطية، ومن المهم أن يشارك الشباب بشكل متزايد، في مثل هذا التفاعل البناء متعدد الأوجه. وأضاف، أن انتخاب قازان "عاصمة الشباب" لمنظمة التعاون الإسلامي، يؤكد المستوى العالي لعلاقات روسيا مع هذا الهيكل الدولي الرسمي. وبحسب بوتين، فإن اجتماع الشباب في قازان، الذي حضره مئات المندوبين من عشرات الدول، سيعمل على تعزيز التفاهم المتبادل والثقة بين شعوب بلداننا. وكانت قمة "قازان العالمية للشباب" قد بدأت فعالياتها في 27 أغسطس، وتختتم أعمالها اليوم الثلاثاء، ويحضرها وزراء شؤون الشباب والرياضة في دول منظمة التعاون الإسلامي، والسفراء فوق العادة والمفوضين، والقناصل العامين لدول منظمة التعاون الإسلامي، وقادة المنظمات الشبابية، وممثلي المنظمات الدولية المعنية بسياسة الشباب، وقادة الرأي، ورجال الأعمال الشباب وممثلي المجتمع العلمي. ومن جانب ذي صلة، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن دبلوماسي روسي كبير قوله، إن موسكو ترحب بزيارة بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية المرتقبة إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية، الواقعة في أراض تحتلها روسيا بشرق أوكرانيا. وقال ميخائيل أوليانوف الممثل الدائم لروسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، إن بلاده قدمت مساهمة كبيرة في هذه الزيارة، التي قالت وكالة الطاقة إنها ستتم هذا الأسبوع. في حين نقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزارة الدفاع قولها: إن القوات الروسية أسقطت طائرة مُسيرة أوكرانية، كانت تحاول مهاجمة محطة زابوريجيا النووية. وأضافت الوزارة: أنه لم تقع أضرار جسيمة، وأن مستويات الإشعاع طبيعية، مشيرة إلى أنه جرى إسقاط الطائرة المُسيرة بالقرب من حاوية النفايات النووية بالمنشأة. بينما تنفي كل من روسياوأوكرانيا منذ أسابيع، قصف محطة زابوريجيا ويتبادلان الاتهامات بالقيام بذلك. وفي سياق ذلك، دعا الكرملين الأسرة الدولية إلى ممارسة الضغط على القوات الأوكرانية، لتخفيف التوتر بشأن محطة زابوريجيا النووية، التي تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بقصفها. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "من واجب كل الدول ممارسة الضغط على الجانب الأوكراني، كي يتوقف عن تعريض القارة الأوروبية للخطر، من خلال قصف محطة زابوريجيا النووية والمناطق المجاورة لها، واعتبر أن بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية المرتقب وصولها هذا الأسبوع، "ضرورية ومهمة". في الجانب الآخر، أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أن المهمة التي تبدأها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في محطة زابوريجيا للطاقة النووية هي "الأصعب في تاريخ الوكالة" بسبب المعارك التي تدور على مقربة من الموقع. وقال كوليبا أثناء زيارة إلى ستوكهولم: إن هذه المهمة ليست بالسهلة، بسبب النشاط القتالي على الأرض، وأيضًا بسبب الطريقة التي تحاول روسيا من خلالها إضفاء شرعية على وجودها في المكان، حسب تعبيره. وصرّح كوليبا في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون، بقوله: "نتوقع من البعثة إعلانات واضحة بشأن وقائع انتهاك كل بروتوكولات السلامة النووية". وكرر نداء "كييف" بأن يغادر الجيش الروسي الموقع، متّهمًا موسكو بتعريض أوكرانيا والعالم بأسره إلى خطر حصول حادث نووي. من جانبها، طالبت دول مجموعة السبع بضمان دخول فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية "بحرية تامة"، مشيرة إلى أنها قلقة للغاية حيال مخاطر حصول حادث نووي في المحطة. وكان المدير العام للوكالة رافاييل غروسي، قد أعلن أمس الاثنين، أنه في طريقه إلى محطة زابوريجيا النووية، التي تعرضت لضربات في الأسابيع الأخيرة، أثارت مخاوف من وقوع حادث نووي كبير. وفي إشارة الى الأوضاع في أوكرانيا، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، أنه من المقرر عقد مؤتمر دولي لمناقشة إعادة إعمار أوكرانيا في 25 أكتوبر المقبل في برلين. وتعهد شولتس، في الخطاب الذي ألقاه أمس الاثنين في جامعة كارلوفا "تشارلز" في العاصمة التشيكية براغ، بدعم مستدام لأوكرانيا، وقال: "سنبقي على هذا الدعم بشكل موثوق طالما كان ضروريا، لإعادة إعمار البلد المدمر، والذي سيستغرق أجيالا". وأكد شولتس، أن هذا يتطلب تنسيقاً دولياً واستراتيجية ذكية ومرنة. وسيكون ذلك محور المؤتمر المقرر عقده في برلين، الذي دعا إليه شولتس، مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين.