حققت شركات البتروكيماويات المدرجة في سوق الأسهم السعودية أرباحا جيدة تفوق توقعات المحللين رغم ارتفاع تكلفة اللقيم، حيث بلغت الأرباح المجمعة للقطاع خلال الربع الثاني من العام الجاري 14.91 مليار ريال مقارنة بأرباح 12.68 مليار ريال للفترة المماثلة من العام الماضي، مسجلة نموا نسبته 17.5 % بما فيها شركة بترو رابغ المدرجة في قطاع الطاقة وهي التي تكرر النفط وتقوم بصناعة البتروكيماويات، هذه الأرباح القوية للشركات ساهمت في تراجع مكررات الربحية، بالتزامن مع تراجع القيم السوقية لتلك الشركات، حيث تتداول أسهم شركات القطاع دون مكرر 12 مرة مقارنة بمكرر فوق 13 مرة بنهاية الربع الأول من العام الجاري، ومع ذلك سجلت 6 شركات تراجعا في الأرباح، إيرادات الربع الثاني تجاوزت 91 مليار ريال، وبمعدل نمو سنوي بلغ 36.3 % حصة سابك منها 61.3 % حيث حققت لوحدها حوالي 56 مليار ريال، بنمو 32 % على أساس سنوي، في حين بلغت إيرادات شركة بترو رابغ 18.1 مليار ريال وهي ثاني أعلى شركة من حيث الإيرادات، هامش صافي الأرباح للقطاع خلال الربع الحالي 16.3 %، مقارنة بهامش أرباح 18.9 % للربع المماثل من العام الماضي ولكن نجاح الشركات في تسويق منتجاتها وفتح أسواق جديدة ساهم في زيادة المبيعات وتفادي ارتفاع أسعار اللقيم وخصوصا اللقيم المستورد كما أن العقوبات الغربية على روسيا لعبت دورا في تحول المشترين إلى الشركات الخليجية لتأمين احتياجاتها من المنتجات البتروكيماوية، وقد يستمر هذا الأثر طالما أن العقوبات مستمرة، بالرغم من التوقعات التي تشير إلى استمرار الضغط على هوامش الربحية خلال النصف الثاني من هذا العام لأن هنالك توقعات بتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي وقد يصل إلى مرحلة الركود إذا استمرت الزيادة في مؤشرات التضخم وتوجه البنوك المركزية إلى زيادة أسعار الفائدة والتي ستؤثر بلا شك على تكلفة الإنتاج وزيادة الأعباء التمويلية وخصوصا الشركات التي لديها مديونيات عالية. تتمتع شركات البتروكيماويات السعودية بميزة نسبية عن الشركات العالمية بأنها تحصل على أسعار البروبان وسوائل الغاز الأخرى مثل البيوتان على أساس خصم 20 %، ولا شك أن استمرار هذا الخصم يمكن الشركات السعودية من تحسين قدرتها التنافسية، المشروع العملاق الذي تنتظره الشركات البتروكيماوية والذي تعتزم أرامكو السعودية وسابك إطلاقة خلال السنوات القادمة في ينبع سوف يمكن الشركتين من إنتاج مواد اللقيم المستخدم في صناعة البتروكيماويات في المملكة مباشرة من النفط الخام وهذا يخفض تكلفة إنتاج اللقيم، كذلك سيقدم المشروع فرصاً جديدة لبناء صناعات تحويلية رائدة في المملكة من خلال أربعة عوامل: تعزيز قيمة إنتاج النفط الخام في المملكة عبر التكامل الشامل في سلسلة الصناعات الهيدروكربونية، والإسهام في التنويع الاقتصادي من خلال إنتاج مواد جاهزة للاستهلاك أو شبه جاهزة، إضافة إلى تطوير وابتكار تقنيات متقدمة، وجعل النمو الاقتصادي المستدام للمملكة متوائماً مع برنامج التحول الوطني. تنتج سابك مجموعة متنوعة من المنتجات البتروكيماوية من خلال مصانعها أو من خلال الشركات التابعة حيث تنتج بولي إيثيلين، بولي بروبلين، بولي ستايرين، جلايكول الإيثيلين، ميثيل ثالثي بوتيل الإيثر، اليوريا، الأمونيا، وغيرها وهذا التنوع ساعد الشركة في المحافظة على نمو أرباحها على الرغم من انخفاض بعض أسعار المنتجات ومنحها ميزة نسبية عن بقية الشركات كما أن استحواذ عملاق الطاقة أرامكو سوف يدعم قوة الشركة وقدرتها للتفوق على الشركات العالمية، سابك للمغذيات الزراعية وهي الشركة الأعلى نموا في قطاع البتروكيماويات بحوالي ثلاثة أضعاف عن الربع المماثل من العام السابق استفادت من الارتفاع الجنوني لمنتجاتها الرئيسية اليوريا، والأمونيا، شركة كيان بعد أن حققت أرباحا استثنائية خلال العام السابق والربع الأول لكنها تراجعت هذا الربع وتأثرت أرباحها بعاملين، ارتفاع تكلفة اللقيم وتراجع أسعار بعض منتجاتها مثل البولي إيثيلين، والبولي بروبلين، وتشترك معها المتقدمة والتي تنتج مادة البولي بروبلين وهو المنتج الوحيد الذي تنتجه. تتداول أسهم 4 شركات عند مكرر دون عشر مرات، وهي (سبكيم، كيمانول، التصنيع، سابك للمغذيات الزراعية)، في حين أن سهم ينساب يتداول عند مكرر 27.5 مرة وهو الأعلى من بين الشركات، تلاه سهم المجموعة السعودية عند مكرر 25 مرة، وهذا قد يحفز المستمرين للاحتفاظ أو زيادة مراكزهم في أسهم هذه الشركات التي تعتبر من أقل مكررات الربحية في السوق السعودية مع الأخذ في الاعتبار عاملين مهمين وهو أن أسعار أسهم الشركات قد ترتفع خلال الفترة القادمة وكذلك متوقع أن يتباطأ نمو الأرباح خلال النصف الثاني من هذا العام.