الثروة ليست لمن يجمعها بل لمن يستمتع بها. تؤرقنا الحياة ونحن نلهث وراء جمع ثروة ربما لا ندركها ولو أدركناها لا نستمتع معها بطعم الحياة الحقيقي. ليتحول حب الثروة هاجساً يؤرق الجميع ويجعل مقياس متعة الحياة بمقدار ما تجمع من أموال طائلة. صحيح أن هذا الهدف يختلف من إنسان إلى آخر ولكن هو يجمع معظم التفكير البشري الذي يطمح لتحقيقه. حيث لو تأملنا قليلاً لوجدنا أن الهدف من العمل هو تحقيق مستوى معين من الرفاهية، لكن يدخل ذاك الحلم ليفصل عن ذاك الواقع الذي يعيشه ذاك الإنسان أمام تعدد سبل الرفاهية المتاحة والممكنة، فتعدد هذه السبل يعطي دافعاً نحو الوصول إليها وتحقيقها، لأنها تلبية للرغبات البشرية التي طالما تتوسع بإطلاق. إذاً هذا يمكن أن يكون أهم دافع نحو جمع الثروة والاستحواذ عليها، لكن يمكن أن يجمع الإنسان الثروة دون غايات تحقق سوى جمع الأموال في حد ذاته فقط. وهو كما نراه اليوم حيث يسعى البعض من الأثرياء إلى تجميع الثروة فقط لتصير مجرد أرقام تذكر ومن يستحوذ على أعلى رقم. فتختلف غايات جمع المال وحب التملك لغاية التملك فقط. من يريد أن يصبح ثرياً يريد أن يصبح ثرياً بسرعة. لكن يبقى الأخطر من كل هذا طرق جمع الثروة التي تختلف أساليبها وغايتها وربما تكون بطرق غير مشروعة وقد ترتكب الجرائم من أجل جمع الثروة التي لا حدود لها. وما نرى اليوم في هذا العالم من سيطرة القوى الكبرى وامتلاكها للثروة التي تستنزف من الدول المفقرة بهدف السيطرة عليها يعكس الوازع الأناني وحب الذات الذي يفرض على كل شخص امتلاك الثروة بهدف السيطرة والتميز على الآخر. فحب امتلاك الثروة هو الذي يغذي النزعة الأنانية لدى كل فرد منا بما يعطي ويبرر كل الأساليب نحو كسب هذه الثروة. لكن برغم كل هذا من الغايات في كسب الثروة وامتلاكها أو بطرق الحصول عليها سواء المشروعة أو غير المشروعة تبقى الثروة مصدراً نحو الأعمال الخيرية التي يمكن أن تغير وجه العالم أحياناً، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير الصدقة عن ظهر غنى. وهو ما نراه خاصة في المشاريع الدولية الخيرية التي يقوم بها أصحاب الثروات الطائلة من بعث الجمعيات الخيرية التي تهتم بالفقراء وتبني لهم المدارس والمستشفيات وتوفر لهم الغذاء كمتنفس آخر نحو استغلالها على أحسن وجه ممكن في ريادة الأعمال الخيرية في العالم. وتظل الثروة في حياتنا هاجساً يؤرق البعض ويمنح الطمأنينة للبعض الآخر.