مع التقدم التقني الهائل الذي نعيشه، وما يتيحه لنا الإنترنت من أدوات التحول الرقمي الذي يتيح لنا استخدام نظم المدفوعات والمحاسبة عبر الأون لاين، ما اقتضى منا جميعا استخدام وتخزين المعلومات الخاصة بنا مثل بيانات الحسابات الشخصية وبطاقات الائتمان، تزايدت مخاطر تعرضنا جميعا لخطر الاحتيال من قبل عمليات احتيال محترفة وممنهجة تطاردنا ليل نهار مستهدفة الوصول للبيانات الشخصية وأرقام الحسابات المصرفية وبطاقات الائتمان للاستيلاء على الأموال بطرق غير مشروعة، وكلها بالطبع تمتد آثارها الخطيرة للاقتصاد الوطني نتيجة الإضرار بالاقتصاد وتحويل الأموال بطرق غير مشروعة خارج البلاد. وتمثل جرائم الاحتيال الإلكترونية أكبر خطر يهدد الاقتصادات العالمية، إذ يقدر حجم الخسائر الناجمة عنها في 2021 بنحو 6 تريليونات دولار على مستوى العالم، ووفق دراسة حديثة لشركة «سايبر سيكيوريتي فينتشرز» الأمريكية فإن التوقعات تشير إلى نمو حجم تكاليف الجرائم الإلكترونية العالمية بنسبة 15 % سنوياً على مدى السنوات الخمس المقبلة، ومن المنتظر أن تصل إلى 10.5 تريليونات دولار سنوياً بحلول عام 2025، مقارنة ب 3 تريليونات دولار في العام 2015م. ومن هنا تأتي أهمية الحملة الوطنية «خلك حريص» التي أطلقتها لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية، بمشاركة جميع البنوك الأعضاء، باعتبارها حملة وطنية واسعة للتوعية بالاحتيال الإلكتروني والأساليب المتبعة في العمليات الاحتيالية وسبل مواجهتها، من خلال أسلوب التوعية المباشرة التي تهدف إلى رفع ثقافة المجتمع حول أحدث الأساليب المتبعة في عمليات الاحتيال. وببساطة؛ تعرف عمليات الاحتيال الإلكتروني أو ما يعرف ب «القرصنة الإلكترونية» بأنها عملية اختراق لأجهزة الحاسوب أو الهواتف الذكية عبر شبكة الإنترنت، من قبل شخص محترف في برامج الحاسوب، لديه القدرة على اختراق أي حاسوب آخر والوصول لمحتوياته، ويستخدم في ذلك صورا مختلفة للاحتيال أو القرصنة لعل أخطرها هو سرقة الهوية والتظاهر بأنه أنت للوصول إلى بيانات بطاقات الائتمان الخاصة بك والحسابات المصرفية، بهدف سحب الأرصدة والأموال من حساباتك. وتتعدد صور القرصنة ولكن أشهرها وأكثرها تكرارا هو عن طريق البريد الإلكتروني أو الصفحة الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي مع كثرة استخدامها فظهر ما يعرف باسم «الهندسة الاجتماعية»، والتي تعرف بفن التلاعب بالناس لدفعهم لاتخاذ إجراء معين كالإفصاح عن معلومات حساسة يستخدمها المحتال دائمًا لخداعك ودفعك للإفصاح عن بياناتك البنكية. وتحذر حملة «خلك حريص» المواطنين من كيفية توظيف المحتال «الهندسة الاجتماعية للاحتيال، فهو يقوم بانتحال شخصية معينة، محامي، مقدم خدمات عمالة منزلية، موظف بنكي، ويقوم بدراسة سلوكك بعناية، ويحلل معلوماتك وشخصيتك، ويستغل حاجتك لخدمة أو سلعة معينة، ويستخدم أساليب مغرية مقنعة وعاطفية أحياناً، ويطلب منك معلومات شخصية أو تحويلًا بنكيًا بسيطًا في البداية، ويستغل معلوماتك الشخصية التي تنشرها في الإنترنت، ويتجسس على هاتفك وحاسبك الآلي بأساليب تقنية وبرامج متعددة، ويقوم بتوظيف معلومات تعاملاتك الخاصة لإقناعك بأنه موظف في البنك أو ممثل لجهة تتعامل معها، أو يغريك بشراء سلعة بسعر زهيد ويطلب منك الدفع عبر رابط مزيف للوصول إلى حسابك البنكي. ولتفادي عمليات الاحتيال التي قد يلجأ لها المحتالون أو القراصنة، يجب علينا: * ضرورة التأكد دائما من هوية المتصل. * عدم تحويل أي مبالغ مالية لمصادر مجهولة. * عدم مشاركة معلوماتك الشخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. * تفحص الروابط الإلكترونية بدقة. * التأكد من الروابط الصحيحة للمواقع الرسمية. * عدم نشر روابط مجهولة تمت مشاركتها عبر الهاتف. وأخيرًا يجب علينا جميعا الاحتراز من عمليات الاحتيال التي يسهل معرفتها، فالمحتال قد يلجأ إلى وسائل معروفة تحمل إغراءات عالية كأن يقدم لك سلعة غالية بسعر رخيص، أو يطمعك في أرباح خيالية، أو يقدم لك استشارات مجانية خادعة، أو عن طريق إرسال رابط وهمي، وقد يأتي في صورة متصل مجهول يطلب بياناتك، أو يرسل لك بريدًا إلكترونيًا من جهة غامضة. *رئيس تنفيذي مالي