الماراثون سباق طويل يبلغ من الطول 42 كم يقام في شتى أنحاء العالم، ولأنه أطول سباق معروف فإن الكثير من الناس يتنافسون لإكماله ليس للفوز بجائزة ولكن ليثبتوا لأنفسهم أنهم أقوياء الإرادة، وخذ مثالاً على ذلك ما حصل في أكتوبر عام 2011م، وهو عندما وصل "فوجا سينغ" أخيراً إلى خط النهاية في ماراثون تورونتو في كندا، وهذا الرجل يبلغ من العمر 100 سنة! إنجاز مدهش، وهناك "باتريك فيني" الذي أصيب بمرض التصلب اللويحي وصار معوقاً، بدأ في تناول الدواء والعلاج الطبيعي، بعد آلاف الساعات من التمرين بدأ يستطيع أن يقف متوازناً على قدميه، ثم بدأ يستطيع أن يسحب قدماً ويضعها أمام الأخرى، حتى إنه في السنة الأولى من هذا العلاج كان يشتري زوجاً جديداً من الأحذية كل أسبوعين؛ وذلك بسبب تآكل أحذيته من كثرة سحبها على الأرض. في شهر سبتمبر من عام 2011م أكمل فيني ماراثونه الخمسين، فقد أكمل ماراثوناً في كل من ولايات أمريكا الخمسين، وهو أول شخص مصاب بمرض التصلب اللويحي يحقق هذا الإنجاز. ماراثون سيبيريا السنوي فريد في مشقته ويشترك في هذه المشقة المتسابقون كلهم، فيجتمع عشرات المغامرين كل سنة ويهرولون على سطح بحيرة "بيكال" المتجمدة، وهي أعمق وأقدم بحيرة، عمرها 30 مليون سنة وعمقها 744 متراً، وهذا الماراثون شديد البرودة لا يكمله إلا العُشر من المتسابقين عادة كحد أقصى. في أبرد مواسمه وصلت درجة الحرارة إلى 42 تحت الصفر! "ستيفان انجلس" البالغ من السن 49 سنة جرى ماراثوناً كاملاً كل يوم لمدة 365 يوماً أي سنة كاملة انتهت في أول عام 2011م، قطع فيها أكثر من خمسة عشر ألف كيلومتر واستهلك أكثر من 25 زوجاً من الأحذية. المغامر البريطاني "رانولف فاينس" أكمل 7 ماراثونات في 7 أيام في 7 قارات. رغم أنه شارف على الستين إلا أنه قطع ما يقارب الثلاثمائة كيلومتر في أسبوع، فجرى ماراثوناً في تشيلي (أمريكا الجنوبية)، نيويورك (أمريكا الشمالية)، سنغافورة (آسيا)، القاهرة (إفريقيا)، لندن (أوروبا)، سيدني (أستراليا)، وجزر فوكلاند والتي تُعتبر حسب بعض المعايير جزءاً من القارة القطبية الجنوبية أو أنتاركتيكا. قال فاينس: إن أشقها كان ماراثون سنغافورة بسبب الحر والرطوبة والتلوث، واجتمعت هذه العوامل لتُسقطه على الشارع بعد أن كاد يُغمى عليه، ولكنه استجمع بقية من طاقة وعزم وأكمل الماراثون.