للإعلام بنوعيه التقليدي والرقمي دور جوهري في نشر ثقافات الشعوب، ولطالما ارتبط ارتباطا وثيقا بنقل تلك الثقافات بل وتغييرها تدريجيا لمواكبة التطورات العالمية المختلفة من خلال قدرته الهائلة في بث محتوى يعبر عن معتقدات وآراء الجماعات المحلية حول ظواهر مختلفة في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها. فمنذ صعود مفهوم العولمة التي بدورها أخذت بدمج الشعوب بشتى ثقافاتها أصبح العالم بحاجة ماسة للوعي الإعلامي الثقافي الذي من شأنه أن يقارب بين الشعوب مع الحفاظ على الثوابت الدينية والعادات والتقاليد والهوية الثقافية. وحيث إننا شعب مسلم ومحافظ قد نعاني من بعض الإشكاليات في ضوء الانفتاح الإعلامي وصناعة المحتوى الفردي خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي أتاحت للفرد الانخراط في كافة المجالات وتحريك عجلة التنمية ومواكبة التطورات العالمية. فمن هنا يأتي دورنا كإعلاميين في دراسة القدرات الإعلامية وكيف يمكن توظيفها لخدمة المجتمع السعودي المحافظ في مجال الاتصالات التسويقية ومواكبته للعولمة بما لا يخل من هويته الثقافية. فللإعلام قدرة غير محدودة في صنع العلامة التجارية الذاتية، وبناء قاعدة جماهيرية للأشخاص في مجالات الأعمال المختلفة، وقد لا يمكن الاستغناء عنها فعلى سبيل المثال، عندما تمتهن المرأة السعودية مهنة معينة تقوم بدورها بالبحث عن السبل الإعلامية المتاحة للترويج لهذه المهنة وصنع علامتها التجارية التي تنافس بها في مجالها لكسب ولاء عملائها وجذب المزيد من العلاقات لتطوير هذه المهنة، وعندئذ تصطدم بواقع مختلف اختلافا جذريا عن حدودها الثقافية المحافظة، وقد يؤثر ذلك في قدراتها على استعراض هويتها الذاتية في ظل هذا المجتمع المحافظ. لذلك نسعى في مجال الاتصال التسويقي عادة في ربط دراساتنا بالإعلام والثقافة حتى نتمكن من استكشاف المشكلات التي قد ترتبط بين المجالين وإيجاد حلول تساعد المجتمع في الاستفادة من كامل القدرات الإعلامية للتسويق الذاتي مع ربط المؤثرات الثقافية والوصول إلى أفضل الحلول لدفع عجلة التطور وتحقيق العديد من أركان رؤية ورسالة المملكة. * أستاذة الاتصال التسويقي - كلية الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبد العزيز