انتهى الموسم وكالعادة نشوة الانتصار كانت من نصيب جماهير وعشاق الأزرق التي لا ترضى إلا أن يكون فريقها على عرش القمة. ولا تقنع جماهير الهلال إلا أن يكون الحاضر أجمل من سابقه وكأن جماهير الهلال أصبحت عنواناً للهمة والطموح. ولا يشفع لأي إدارة أي إخفاق لو حققت جميع بطولات الموسم السابق وأخفقت في موسمها الحالي فإن سيل الغضب سيحل على أركان مجلس الإدارة، ولن يشفق على أي مقصر، ولن تشفع الانجازات الماضية بالصبر على الإخفاق الحالي. ما أخشاه على إدارة الرائع فهد بن نافل بعد صدور العقوبة بالإيقاف عن التسجيل لفترتين وما يترتب على ذلك من الصعوبات والضغوط التي تفسد أي عمل وتهوي بطموحه لقاع المعاناة وتجعله عاجزاً عن إكمال السير ومقارعة أهوال المنافسة، وإن كانت الاحترافية والثقة عنوان ومبدأ ثابت لأي إدارة فإن رياح النقد الجماهيري لا ترحم وتبعثر كل ذلك دون شفقة لأن إيقاف التسجيل يعني أن تكون محدود الخيارات حتى وإن كنت تملك تشكيلة ودكة لاعبين رائعة. تشكيلة الهلال الحالية نافست لآخر لحظات الموسم وتفوقت على كل التوقعات بتحقيق الموسم (الإعجازي) لكن لا نعلم عن قادم الأيام مع كثرة المنافسات وغياب بعض العناصر للإصابات وهو امر واراد في كرة القدم يجعل من التعويض أمراً مستحيلاً في ظل الإيقاف عن التسجيل. نعود لأصل القضية وأساس المعضلة ألا وهو التجديد مع محمد كنو أو فخ التجديد مع محمد كنو إن صح التشبيه. المشهد الأول: أثناء التتويج بكأس السوبر تفاجأ الجمهور بالكابتن محمد كنو يبكي ويسير بجواره الكابتن الخلوق فهد المفرج وهو يتحدث بهاتفه وكأن كنو أضاع ثميناً والمفرج تكفل برده له. وأصبح هذا المشهد طاغياً على لحظات التتويج مثيراً بذلك تساؤلات الجماهير. المشهد الثاني: المركز الإعلامي بنادي الهلال يعلن تجديد عقد اللاعب محمد كنو بعض الجماهير الهلالية أسمت الصفقة (غزال ما ينصادي) استعارة من الأغنية الدارجة على خلفية التسريبات برحيله للنصر. المشهد الثالث: المركز الإعلامي بنادي النصر يصدر بياناً بأن اللاعب محمد إبراهيم كنو قد وقع للنصر في وقت سابق وأن الإدارة النصراوية لن تتنازل عن حقها وأنها سوف تصعد بالموضوع لأبعد مدى. والغزال تبين أنه انصاد في شباك العقود ودهاليزها. وظهر شقيق اللاعب يتحدث في كل برامج التواصل الاجتماعي المرئي والمسموع منها يشرح الأمر الحاصل لدوره في عملية التوقيع وكأن هذه الفرصة غنيمة لا تعوض للظهور على الساحة. المشهد الرابع: صدرت العقوبة على الهلال ومُنع الهلال من التسجيل لفترتين وتحمل العقوبة المالية تضامناً. بغض النظر عن جميع التساؤلات الآتية: هل النصر أشعر لجنة الاحتراف بالتوقيع مع اللاعب إم لا؟ هل كان عمل الإدارة النصراوية قانونيا أو مخالفا لذلك؟ هل ظلم الهلال بهذا القرار؟ والتوقيت الغريب في إيقاف اللاعب ليلة عيد الفطر قبل مبارة الهلال والفيحاء ب48 ساعة. أظن أن الإدارة الهلالية زادت الجرح التهاباً بالتوقيع مع اللاعب. وجعلت هذه الأسئلة دون إجابات. الوسط الرياضي أشبه بالمنزل والأندية أجزاء هذا المنزل ولا يخفى على سكان المنزل ما يدور حولهم. والهلال لا يقف على احد ولا تتلطخ سمعة الهلال بهذه العقوبات التي لم يعتادها جمهوره ومحبوه. بعد طرد محمد كنو أمام الأهلي المصري في كأس العالم للأندية وهو الطرد الثاني بعد طرده أمام الترجي التونسي في كأس العالم للأندية السابقة. وتصرفه الأرعن مع لاعب الأهلي المصري دون كرة مشتركة والفريق يعاني من النقص بعد طرد بيريرا في المباراة الفاصلة بتحديد زعامة الكرة العربية وتحقيق البرونزية وتتويج الأداء المذهل أمام تشلسي طُرد كنو وزاد الحمل على المدرب واللاعبين وانتهت المباراة بتاريخية للأهلي المصري. سألت نفسي بعد ذلك هل يستحق كنو كل هذا العناء يا هلال؟ محمد كنو