أقسمُ بالله العظيم.. أن أراقب الله في مهنتي.. وأن أصونَ حياة الإنسان في كل الظروف والأحوال... حينما صدحتْ كلمات القسم بين جدران قاعة حفل التخرج، اختلطت المشاعر، فامتزج عمقُ تلك الكلمات العظيمة المليئة بالهيبة، بمشاعر الفرح بارتداء عباءة التخرج، وإنهاء مسيرة طويلة في دروب العلم والتعلم، لتنتقل بعدها إلى مرحلة جديدة من مراحل الحياة، مرحلة العطاء ونظم تلك العلوم لتكون نقشًا يزينُ درب الحياة العملية.. وفي ظل القسم، يكون تقديم الروح فداءً للدين والوطن، وخدمة الإنسانية أجمع. التخرج ليس نهاية، بل هو بداية لمرحلة أصعب تحدد هوية الشخص، وقيّمة، وتظهر حقيقة سنوات مضت من اكتساب العلوم والمهارات سعت كل بيئة تعليمية في توفيرها لطلابها، من جودة التعليم، وتميّز المخرجات، والتّهيئة لسوق العمل، ومواجهة التحديات، ليكون عنصرًا فعالًا في مجتمعه، ومنافسًا ينطلق إلى العالمية. لذا نجد أن الجامعات تحفل بتخريج طلبتها فبهم تكشف صورة واقعية لما كرّسته الجامعة من جهود في بناء لبنات أساسية تواصل نماء الوطن. قد لا يشعر الطالب -في خضم الحياة التعليمية- بقيمة المادة العلمية وإتقانها؛ إذ يكون جُلّ اهتمامه في صراع مع النجاح، والحصول على المعدّل العالي، لكن حينما يقف في مواجهة الممارسة العلمية، ستعود به ذاكرته إلى بحر المعلومات، والمهارات التي اكتسبها في دراسته، ليخوض الاختبار الحقيقي التي تقيس مستوى تفوقه العلمي، لتصقل الممارسة تلك المهارات لتنتج متقنًا، متميزًا، يشهد له إخلاصه. ففي الأمس، كان حفل تخريج الدفعة التاسعة طلبة جامعة المعرفة.. جامعتنا التي أصّلت جذورها منذ سنوات على أرض الدرعية، لتكون مساندة للجامعات الحكومية في تخريّج كفاءات في المسارات الطبيّة والتقنيّة، الذين أثبتوا قدراتهم في سوق العمل، وتميزهم في مواصلة الدراسات العليا في مختلف الجامعات، فكان الفخر لنا بأن كنّا يومًا لعلمهم نبعًا.