لكي نستطيع التعامل مع الضغوط في حياتنا؛ يجب علينا معرفة ما نوع الضغط الذي نتعرض له، وما نوع المساعدة التي نحتاجها، فعند تعرضنا لحالات من القلق، الخوف والتوتر سواء نتيجة شيء مادي موجود بالفعل في التو أو لشيء بعيد، وأيضًا نتيجة لشيء في مخيلتنا، يرتفع مستوى الهرمونات في الجسم استجابة لتلك الحالات حتى نستطيع التعامل معها، لذلك حددت المنظمة الأميركية المختصة بعلوم النفس أنواع الضغوط النفسية إلى ثلاثة أنواع هي: نوع حاد جدًا، نوع وقتي مرتبط بأحداث في التو واللحظة، ونوع آخر مزمن أعراضه أقل شدة وخطورة من النوع الحاد. النوع الأول يسمى الضغط الحاد acute stress ويمكن فهمه بالمؤشرات التي تحصل عند قرب موعد انتهاء تقديم مشروع، أو تفاديك لحادث خطير بالسيارة، أو أتتك مكالمة من شخص أو جهة ما، سببت لك قلقًا أو توترًا، جميعها تتسبب في ظهور أعراض سريعة من القلق والتوتر والحزن والصداع، بالإضافة إلى تسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، ومشكلات بالمعدة والقولون العصبي، ويمكن أن تتصاعد الأعراض لتسبب لك ألمًا في الصدر وأزمات مختلفة. ذلك النوع من الضغوط هو ما يسبب لك الأرق وفقدان النوم أثناء الليل؛ نتيجة لكثرة التفكير في المستقبل وكيف سيكون وما الذي ستؤول إليه الأمور لاحقًا، أو موضوع معين أنت قلق بشأنه، لذلك كل ما عليك فعله أن تتحكم بأعصابك وتهدأ وترتاح وجميع تلك الأعراض مؤقتة وسوف تختفي بزوال المؤثر الخارجي، ومن ثم لا تجعل القلق يؤثر على علاقاتك أو عملك. النوع الثاني يسمى الضغط العرضي الحاد acute episodic stress ودائمًا ما يصيب هذا النوع من البشر القلقين بطبعهم أو الذين يتعرضون لأزمات نفسية متكررة، لذلك دائمًا ما تجد تلك الناس في جو من القلق والتوتر والضغط النفسي والغضب المستمر يوميًا على أقل الأسباب، غالبًا ما تكون أعراض هذا النوع شبيهة بالضغط الحاد ولكن متكررة على فترات. وأمثلة على ذلك كشركة سيئة الإدارة، رئيس العمل شخص يصعب التواصل معه، دائمًا محاط بحالات طارئة تستدعي القلق والخوف، ولكن لكي تستطيع التعامل مع هذا النوع عليك زيارة طبيب أو معالج نفسي ليرتب لك اهتماماتك وأولوياتك وكيفية التعامل معها، ممارسة الرياضة وأنواع الأنشطة المختلفة تساعدك أيضًا. لهذا النوع أثر سلبي خطير جدًا في حالة إهماله وتجاهله كالإدمان على الكحوليات والمخدرات والإفراط في تناول الأكل دون وعي أو استيعاب من الشخص، وفي حالات متقدمة منه يصيب الإنسان بأمراض خطيرة كأمراض القلب والجهاز العصبي والإحباط. النوع الثالث هو الضغط المزمن chronic stress وهذا النوع من الضغوط يدمر الإنسان ببطء عبر السنين، غالبًا ما يكون نتيجة لمشكلات ليس للإنسان دخل فيها -خارجة عن إراداتنا- كالفقر والحرب والعرق والجنس، أو أحيانًا ما تكون الطفولة الشاقة والصعبة هي السبب في ذلك النوع من الضغوط المزمنة. وغالبًا ما يظهر على هؤلاء الناس اللامبالاة وعدم الاهتمام ومحاولة تغيير الواقع، على النقيض دائمًا ما تجدهم يحاولون التأقلم على هذا الوضع، ومسايرة الواقع بأسوأ أحواله، ولا يفكر في لوم نفسه لأن لوم النفس لن يزيده إلا سوءًا. استيعاب المرء بتلك الأنواع الثلاثة ومعرفة الفرق بينهم وكيفية التعامل مع كل نوع، تحاول التخفيف من حدة الضغوط التي نتعرض لها يوميًا، والتفكير بطريقة صحيحة وفعالة تجاه الأمور.