البيان الذي أصدرته النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفبرو) وتحذر فيه لاعبي العالم من الانتقال ل7 دوريات من ضمنها الدوري السعودي جاء محبطًا ومخيبًا ومعاكسًا لكل الجهود الحكومية والدعم القيادي السخي والخطط الرامية لجعل الدوري السعودي واحدًا من أهم الدوريات على مستوى العالم!. الرد جاء سريعًا من رابطة الدوري السعودي SPL عبر بيان دافعت فيه عن الدوري وجودته، وردَّت بطريقة غير مباشرة على النقابة الدولية، مستشهدة بتصنيف الاتحاد الآسيوي، ومؤكدة على عدد من الجهود والإجراءات والتعديلات التي أسهمت أو ستسهم في تحسين مستوى الكفاءة المالية وتخفيض الالتزامات المالية على الأندية. لا شك أنَّ العاطفة ستأخذني هنا للدفاع عن الدوري السعودي، والتساؤل عن دقة وحيادية تقرير (فيفبرو) التي تجاهلت في قائمتها السوداء المزعومة ذكر الكثير من الدوريات التي أعلم جيدًا أنَّها لا يمكن أن تكون في حال أحسن من حال الدوري السعودي من حيث الانضباط المالي والتعاقدي، وأعتقد أنَّ التقرير لم يكن دقيقًا ولا مفصلًا ولا شاملًا، وكان متحاملًا على بعض هذه الدوريات وتحديدًا الدوري السعودي الذي يعتبر أفضل بكثير من كثير من دوريات لم تُذكر في القائمة، ولم تُحذِّر (فيفبرو) لاعبي العالم من الاحتراف فيها!. لكن في المقابل لا بد من الاعتراف بأنَّ (بعض) الأندية السعودية لا تزال بحاجة لمزيد من الضبط المالي، وبأنَّ الفلتان المالي عند (بعض) إدارات الأندية لا يزال بحاجة لمزيد من الحزم، وأنَّ مجرد الحرمان من مكافأة الكفاءة المالية أو تخفيضها لا يكفي، بل يجب معاقبة الأندية المتهاونة والمستهترة والمفرطة ماليًا بعقوبات صارمة تضع حدًا لحالة العبث المالي التي تمارسها إدارات تلك الأندية التي لعبت دورًا كبيرًا في تشويه سمعة الدوري السعودي في المنظمات والهيئات الدولية ذات العلاقة، وأفسدت جهود الدولة حفظها الله الساعية لتقديم الدوري السعودي كمنتج عالمي بجودة عالية تليق باسم وسمعة ومكانة المملكة العربية السعودية!. والحقيقة أنَّ الدوري السعودي وكثير من أنديته قد ظُلمت ببيان النقابة الدولية، فالمشكلة تكمن في (بضع) أندية؛ وهي التي يجب أن تعاقب وتحاسب على عدم انضباطها ماليًا وتعاقديًا وعلى كثرة مشاكلها وقضاياها الدولية التي أساءت لسمعة الكرة السعودية، أمَّا بقية أندية الدوري السعودي فليس لديها أي مشاكل مع لاعبيها، وتعاقداتها تمر بسلاسة، واللاعبون يأتون بهدوء ويذهبون بهدوء حاملين الكثير من الذكريات والمشاعر الطيبة عن الكرة السعودية وأنديتنا ودورينا؛ وهو ما يمكن بالمناسبة أن يُسْتَغَل إعلاميًا لإبراز الصورة الناصعة للكرة والأندية السعودية، ولك أن تخيَّل ما سيقوله لاعب بحجم وشهرة وسمعة الفرنسي بافاتيمبي قوميز عن الهلال والكرة السعودية والسنوات الجميلة التي قضاها هنا، وماذا سيقول البيروفي الدولي أندريه كاريلو، والأرجنتيني بانيغا، والنيجيري إيغالو، وماذا يمكن أن يقول ماريقا وكويلار وجيانغ، وقبلهم ماذا قال لاعبون بحجم وشهرة السويدي ويلهامسون، والروماني رادوي عن الكرة السعودية والدوري السعودي والسنوات التي قضاها هؤلاء هنا، وهل يوافقون (فيفبرو) في تحذيراتها للاعبين من الذهاب إلى الدوري السعودي أم أنَّهم سيشجعون كل من يسألهم على الحضور إلى هنا مع تحذيرهم -ربما- من أندية قليلة من الظلم اختزال الدوري السعودي والأندية السعودية فيها؟!.