يوم جديد من الأيام المباركة وذات الفضل العظيم يقضيه وفد الله وحجاج البيت الحرام في مشعر منى، وهو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة، ويتأكد فضل هذا اليوم في قول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّ أَعظم الأيَّام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثمّ يوم القر» وسمي بذلك؛ لأن الحجيج يقرون فيه بمنى بعدما أدَّوْا أعمالهم، وليس لهم أن يغادروا منى في هذا اليوم، فمن حكمة الله تعالى أن فضل بعض الأزمان على بعض، وجعل أجر الأعمال الصالحة وثوابها فيها أَكثر من أجرها في غيره، وهذا من فضل الله على عباده بالمغفرة، أن منحهم أوقاتًا يتقربون فيها إليه، وقد توافد جموع ضيوف الرحمن منذ فجر اليوم أول أيام عيد الأضحى المبارك لرمي جمرة العقبة في مشعر منى بسبع حصيات بكل يسر وسهولة وسط إجراءات مكثفة بعد أن قضوا ليلتهم بمزدلفة، وشهدت حركة التنقلات لهذه القوافل الإيمانية أعلى درجات الانسايبة والراحة ووسط أجواء روحانية مفعمة بالخشوع والطمأنينة مع توفر كل الخدمات الأمنية والصحية والإسعافية والنظافة والدفاع المدني إلى جانب رجال الأمن القائمين على تنظيم حركة الحجيج في ساحات جسر الجمرات وعلى مداخله ومخارجه، كما أدى المصلون وضيوف الرحمن صلاة عيد الأضحى أمس في المسجد الحرام بمكة المكرمة في أجواء روحانية وإيمانية، وانتشر أفراد الأمن في جميع الطرقات، ليؤدوا واجباتهم وينفذوا الخطط المعدة لهذا الشأن في وقت قياسي، وتوافد حجاج بيت الله الحرام على منى ليقضوا اليوم أول أيام التشريق بعد أن قضوا يوم أمس -يوم عيد الأضحى- بين رمي الجمرات والطواف بالمسجد الحرام وذكر وتهليل وابتهال لله تعالى، واتسمت حركة الحجيج نحو جسر الجمرات والساحات المحيطة بها بالتدفق المتدرج والآمن على دفعات وتوزعت على الأدوار حسب التنظيم المعد، والعودة لمواقع إقامتهم بانسيابية ومرونة، فيما اتسمت الطرق في مشعر منى إجمالاً بالمرونة في الحركة المرورية للسيارات وتنقل الحجيج، ورصدت وسائل الإعلام الجهود التي يبذلها رجال الأمن وأفراد الكشافة في نصح وإرشاد الحجاج باستخدام الأدوار بمنشأة الجمرات في الرمي والالتزام بالمسارات نحو الجسر بما يوفر للحاج راحة ويسرًا في الحركة. تنظيم مثالي لرمي جمرة العقبة الكبرى