يعد الاستشراف والنظر إلى المستقبل وقراءة حيثياته وأبعاده علماً قائماً من خلال توفر التقنيات والمناهج التي تقودنا إلى فهم التوجهات والتعرف على الفرص وتجنب المخاطر والوصول إلى نتائج جيدة ومحققة بفضل ما يمكنه الاستشراف من صياغة الأهداف المرسومة والحرص على إنجازها. وتمثل رؤية المملكة 2030 مثالاً عالمياً على أرض الواقع لما يمثله هذا المصطلح من إمكانية التطلع للمستقبل واستغلال كافة الإمكانيات والمقدرات والتي جاءت برعاية من خادم الحرمين الشريفين وإشراف مباشر من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتحقيق الكثير من الإنجازات التي ظهرت جلياً على صعيد العمل الحكومي والاقتصاد والمجتمع ويأتي في طالعها الاستثمار في التحول الرقمي وخلق فرص النمو والاستثمار واستحداث العديد من القطاعات التنموية والاقتصادية والانفتاح على العالم الذي عزز من نجاح الرؤية الميمونة خلال السنوات الماضية. على اعتبار أن التطلع واستشراف المستقبل يمثل بعد نظر وقراءة ذكية وواعية وهو ما يحدث الآن في مسيرة الرؤية المباركة حيث تعتبر أحد مفاهيم العلم المعاصر في هذا المجال من خلال سعيها إلى استغلال جملة الدوافع والنمط النظامي العالمي والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية واستثمار الحلول والخيارات المتاحة التي ستمكن من تجاوز الأزمات والتحديات المحتملة. إن ما تحقق من إنجاز هو بمثابة فخر واعتزاز ووسام نضعه على صدورنا ونحن نشاهد المكانة المرموقة والمنزلة العالية الرفيعة التي وصل إليها وطننا العظيم الشامخ بشموخ قيادته الحكيمة وإصرار مواطنيه على منجزهم السيادي والحضاري ويضع كامل المسؤولية أمام كل مواطن في مواصلة العمل وتحقيق مستهدفات الرؤية ليرتفع معها بالتالي سقف الطموحات برؤية الوطن وما تضمنته من برامج ومبادرات وخطط متنوعة شملت أكثر الجوانب التنموية ومشاريع النهضة الإنسانية والحضارية التي تمثل نقلة نوعية في مختلف الصعد والمستويات.