تمر الأيام والسنين ونحن نتعلم كل جديد، نقرأ ونكتب بداية من المرحلة الدراسية الأولى في الصفوف الابتدائية، وأول ما نبدأ في نطق وكتابة الأحرف الهجائية تتعاقب السنين ونحن نرتقي مستويات متقدمة في الدراسة حتى ندخل مرحلة جديدة في التعليم وهي المرحلة الجامعية، التي هي حصاد الأعوام التي عشتها في مدرستك، وهي من تحدد مستواك التعليمي ومدى تفوقك واختيارك للتخصصات العلمية التي يطلبها سوق العمل، وتخدم بها وطنك وتتباهى به أمام الجميع؛ تخرجت من الجامعة الفلانية وحصلت على درجة البكالوريوس أو أعلى من ذلك. لكن ماذا عن جامعة أبي التي تخرجت منها أنا؟ إنها جامعة تطبيقية عملية تمتاز بقوة الإدارة، ورصانة التعلم، وتعدد الأفكار، ومرونة الفهم، وبداهة الحنكة، والصرامة، وتعدد التخصصات. إنها جامعة إدارة حياتك اليومية، لقد تعلمت من والدي -حفظه الله- الصدق والأمانة والوفاء بالوعود والحكمة وحب الآخرين، كما تعلمت أن لا أخطو أي خطوة إلى الأمام إلا وقد رسمت لها مساراً هندسياً، لكي تُثبت الأساس وتشيد أعمدة أهدافك، فإن الصرح الذي من دون مبنى متعدد الأطراف ولا يوجد اختبارات قبول لها، معملها التطبيقي هو التنفيذ على أرض الواقع، من خلال الاحتكاك اليومي بما يقوم به والدي من أفعال يترجمها عقلي إلى معلومات قيّمة أحاول جاهداً أن أنفذها بكل مرونة وسهولة. وفي اليوم العالمي للأب إنني أفتخر وأعتز بهذه العقلية التي جعلت مجالي المعرفي واسعاً، مستلهماً منه كل العلم والمعرفة. حفظك الله يا والدي الغالي ورفع قدرك ووفقني الله لبرك.