ليس بغريب على المملكة العربية السعودية ما تحققه من إنجاز يسجل في تاريخها الحافل بالإنجازات على الصعيد الإقليمي والدولي التي حققت المرتبة الثانية عالمياً في محور التحسن المستمر في مؤشر الأمن السيبراني من بين 193 دولة ضمن تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2022م، الذي نشره المعهد الدولي للتنمية الإدارية ومقره سويسرا IMD ويهدف إلى تحليل وترتيب قدرة الدول على إيجاد بيئة داعمة ومحفزة للتنافسية والمحافظة عليها وتطويرها. ولا شك بأن هذه الجهود المبذولة في قطاع الأمن السيبراني لم تأت من فراغ، وإنما من عمل دؤوب استطاعت المملكة أن تحقق هذا النجاح ومواكبة تحقيق أهداف رؤية 2030م في ظل دعم القيادة الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، نحو وطن طموح واقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي. كما أن الأمر الملكي القاضي بإنشاء (الهيئة الوطنية للأمن السيبراني) وارتباطها بمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تعد بمثابة قفزة نوعية رائدة للمحافظة على أمن وسلامة المجتمع السعودي واستقراره، وتأمين سلامة عمل كل قطاعات الدولة المختلفة، كما أن الجهود التي تقدمها هيئة الأمن السيبراني التي تعد الجهة المختصة بالأمن السيبراني في المملكة والمرجع الوطني في شؤونه إلى توفير البيئة التشريعية والتنظيمية الداعمة لتحفيز نمو وتنافسية القطاع، وإصدار مجموعة من السياسات والضوابط ومتابعة التزام الجهات الوطنية بها. وقد جاءت رؤية المملكة 2030 منسجمة ومتناغمة بتعزيز الأمن السيبراني لدورها الحيوي في حفظ، ودعم استخدام تقنيات المعلومات وتعزيز البنية التحتية الرقمية، لكي تكون ممكناً أساسياً لبناء أنشطة صناعية متطورة، وتحقيق مراكز متقدمة عالمياً في مؤشر الأممالمتحدة للحكومة الإلكترونية. وتشير التوقعات العالمية إلى نمو سوق الأمن السيبراني السعودي بمعدل نمو سنوي قدره 16.5 % بين عامي 2018 و2023؛ ليصبح بذلك السوق الأكبر للأمن السيبراني في الشرق الأوسط. كما أن المملكة حققت نجاحا باهرا بوضع خطط وبرامج وأهداف استراتيجية في الأنظمة الرقمية العاملة في المملكة وتضمينها لخطط وبرامج وأهداف متوافقة مع مكونات الأمن السيبراني في المملكة وتطبيق التحديثات والتسريع بتحقيق الإصلاحات الأمنية بشكل دوري ومنتظم وسد الثغرات للحد من انتشار الهجمات الإلكترونية عبر الفضاء السيبراني. ختاما.. فإن تحقيق المملكة العربية السعودية المركز الثاني يؤكد تألقها وتحقيقها ريادة عالمية، ومضيها بخطوات ثابته نحو نجاح باهر، ونظراً للإنجازات المشرفة التي حققتها وفق التقرير، الذي يؤكد تفوق المملكة في مجال الأمن السيبراني بامتياز ومواكبتها رؤية المملكة 2030.