في الموعد نفسه من كل عام، تأتي بشائر الخير بالتقدم والتنمية، وذلك عند فرحتنا بتخريج دفعات جديدة من المتدربين والمتدربات في مؤسسة التدريب التقني على مستوى المملكة. وحيث إن هذه المناسبة الجميلة والسعيدة تقع في إطار ما يسمى بتنمية الموارد البشرية لاقتصاد المملكة، إذ قضى هؤلاء الخريجين والخريجات سنوات في أروقة منشآتهم التدريبية التقنية والمهنية بين تحصيل علمي وتنمية لقدراتهم الذاتية والاجتماعية والنفسية، مدركين أن بناء الذات ليس سهلاً موقنين بأن هذا هو السبيل الوحيد للرفعة ومشاركة المجتمع في أن يكونوا أعضاء فاعلين فيه. ولا ينكر أحد أهمية بناء الكادر البشري في المقام الأول كأهم مقومات ودعامات التنمية والتقدم؛ إذ لا يقوم اقتصاد فاعل بدون الإنسان المؤهل، ولعل من نافلة القول أن أهنئ نفسي ومؤسستي ووطني أولاً بهذه المجموعة التي تضاف إلى كياننا الذي يشهد تقدماً ورقياً بتقدم ورقي المواطن السعودي. فليست الأصول الثابتة التي تمتلكها الاقتصادات هي التي ترفع وتعلي الاقتصاد، ولو كان ذلك صحيحاً لما شهدنا دولاً تمتلك مخزوناً هائلاً من تلك الموارد الطبيعية دون أن يكون لها أثر بارز وفاعل في العالم، إلا أن الإنسان دوماً هو محور ومرتكز التنمية والتي تتقاطع فيه خطوطها. وأسبق نفسي بهذه التهنئة لأزجيها إلى أولئك الخريجين والخريجات وذويهم، متمنياً لهم حياة عملية سعيدة ودوراً فاعلاً ومؤثراً، فما أحوج وطننا إلى العمل الفعّال والخروج إلى مصاف التقدم والرقي. إن على كاهل الخريجين والخريجات حملاً ليس باليسير، فلقد بدأ للتو عطاؤهم ودارت أنظارنا ونظرات مجتمعهم إليهم في نظرة تفاؤل مقرون بالأمل بعد الله فيهم بأن يكونوا مصدر خير وعطاء لأنفسهم وذويهم ومجتمعهم بأسره. وليس الحصول على شهادة البكالوريوس أو الدبلوم اليوم هو نهاية مطاف التدريب التقني والمهني، بل هو البداية لأن العالم اليوم عالم ديناميكي متواصل التغير والتغيير، ولذا فعليهم مواصلة الجهد خصوصاً في ظل تنامي أهمية الحدود الإقليمية والدولية التي كانت في وقت من الأوقات مصدر حماية لسوق العمل وأساليبه. والأكيد في يومنا هذا هو أن سوق العمل بشكل عام يحتاج إلى نوعية جديدة من العاملين لا تقتصر على التعليم النمطي في الكليات التقنية أو حتى الجامعات وغيرها للدخول فيه، فتوسيع دائرة المعارف والتدريب على أوجه الأعمال المختلفة وتطوير الذات من أهم السمات التي يسعى إليها سوق العمل في وقتنا الحاضر، وهذا راجع في المقام الأول إلى تباين بيئة محيط الأعمال الجديدة وتسارع خطوات التجديد التي حري بخريجي وخريجات منشآت التدريب التقني والمهني أن يدركوا أهميتها. وإن حضور معالي المحافظ الدكتور أحمد بن فهد الفهيد محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لحفلات التخرج في تلك المنشآت برعاية أصحاب السمو أمراء المناطق هو دعم وتحفيز للخريجين والخريجات ومشاركتهم فرحتهم، وهو المسؤول الذي دائماً يفخر بقيادة هذا الوطن ورؤيتها الطموحة 2030 التي أولت للتدريب التقني جل اهتمامها.