شهدت ساحة المحاورة في الأونة الأخيرة تحول الكثير من شعراء النظم لها في ظاهرة ربما تكون غير واقعية شعرياً. وعزا بعض شعراء ساحة المحاورة هذا التحول إلى المغريات التي تشهدها ساحة المحاورة من جماهيرية كبيرة وربما العائد المادي كان من أسباب هذ التحول، وأكد عدد من الشعراء والمهتمين أنه منذ الأزل وشعر المحاورة مرتبط بشعر النظم جماهيرياً ومتابعة واتجاه الشعراء ليس ظاهرة كبيرة تدعو محبي النظم للقلق عليه. وعن هذا التحول تحدث الإعلامي عبدالرحمن المنصوري أن الحياة مغريات وما نشهده اليوم من تنافسية حتى في الشعور والمتاجرة فيه هي ضرورة عصر، والشعر شعور ومن كانت المنابر تنتظره والأمسيات تحتكره، لم تعد تلك المنابر تستهويه لأنها لا تقدم غير شهادة شكر، مهما كانت قيمته وقيمة الشعر الذي ينظمه، في الجانب الآخر وفي ساحات ومساحات المحاورة، تكمن القيمة التي توزن بالمال، لهذا ليس غريباً أن يترجل شاعر النظم لينظم لركب شعراء المحاورة حيث الشهرة والمال، كانت قديماً واجهة المجلات لشعراء النظم واختلفت وسائل الإعلام وصارت المحاورة (قناة إعلام) للشهرة التي تدر مالاً، لهذا لم يعد هناك شعراء نظم ينظمون ليكرس اسمه وشاعريته بل ليكسب سواء عن طريق الشيلات وطغيانها أحيانا على المحاورات أو من خلال بوابة المحاورة، كل هذه التنافسية لم تعد تقدم شعراً جزلاً، شعر سطحي هش (لا يسمن ولا يغني من جوع)، وتظل الباقيات الصالحات في الساحة الشعرية هي المعرفة هي الموهبة التي تخلد صاحبها ومن يتقنها، يعي دلالة موهبته ورسالة الشعر ولن يغنيه المال، وإن تردى حال الشعر اليوم، ونادراً ما نجد ما يغري بالمتابعة والمشاهدة، في ضوء سيطرة المادة على الشعور. وقال الشاعر سعيد الشهيب إن الشاعر الحقيقي مؤهل أن يمارس جميع فنون الشعر سواء نظم أو محاورة أو عرضة، وخصوصاً عندما يعيش في وسط مجتمع يعشق هذه الفنون الثلاثة ويمارسها. وأشار الشهيب أن الشعر في الأساس موهبة وليس تخصص جامعة. ولدينا نماذج من الشعراء القدامى كانوا يجيدون النظم والمحاورة والعرضة (الزير) مثل مطلق الثبيتي وابن تويم ومستور العصيمي وحبيب العازمي وملفي وغيرهم كثير. وهناك وشعراء يجيدون ذلك متى ما أرادوا، وبين أنه لا يؤمن بأن فلاناً شاعر نظم وفلاناً شاعر محاورة أو عرضة وقد عرفنا أن هناك شعراء لا يجيدون إلا النظم، وهذا صحيح وربما لم يكن لديهم في البداية الجرأة أو فن صياغة المعنى والفتل والنقض في هذا اللون وفضلوا النظم مما جعل هذا اللون من الشعر يزدحم بعدد كبير من الأسماء فأصبح البعض يبحث عن مكان آخر ليسلط الضوء على نفسه بشكل أكبر، لكن ربما تكون النتيجة عكسية لأن المتمرس في ساحة المحاورة لا يرحم من أمامه كما أن المغريات المادية هي أحد الأسباب فعلاً. ونوه الشاعر حامد البراق أنه منذ الأزل وشعر المحاورة مرتبط بشعر النظم جماهيرياً وإن لم يكن مرتبطاً في الأساسات الشعرية وطريقة الطرح مبيناً أن اتجاه الشعراء للمحاورة ليس ظاهرة كبيرة تدعو محبي النظم للقلق عليه وخصوصاً أن الجميع يدرك أن شعر المحاورة يحتاج غير الشعر ثقافات لا يملكها غالباً الناظم منها الخلفيات الثقافية والسياسية والتاريخية والجغرافية وهي السلاح الأهم لمواجهة الشعراء الخصوم. لهذا لم تحفظ ذاكرة الشعر الشعبي لشعراء نجحوا في اللونين المحاورة والنظم ببراعة إلا قلة لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحده ونوه أنه صحيح ان المغريات المادية جعلت البعض من شعراء النظم يخوض هذه التجربة، لكن صعوبة شعر المحاورة أعاق استمرارهم مما جعلهم يتقهقرون عن ميدانها مبكراً. وأكد الشاعر عواض الشهيب أنه لا يرى تواجداً طاغياً لشعراء النظم في ميادين ساحات المحاورة. وشعراء النظم السابقون أثبتوا وجودهم بجدارة وإن كانت هناك محاولات لشعراء آخرين في الوقت الحالي للوصول والظهور فالمغريات (شهرة أو مادة) وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح. الشهيب: الشاعر الحقيقي مؤهل أن يمارس جميع فنون الشعر البراق: الاتجاه لشعر المحاورة ليس ظاهرة عواض: شعراء النظم السابقون أثبتوا وجودهم