شاعران من بلاد الحجاز، كلاهما يعتبر مدرسة في الأدب والشعر وكلاهما رائد من رواد الحداثة، ربما لم يتسن للصغار من أدبائنا وشعرائنا أن يشهدوا سجالاً كسجال الشاعر السعودي الراحل محمد حسن عواد وغريمه الشاعر الحجازي حمزة شحاتة. هذا السجال الذي كان حديث الشعراء قبل عقود من الزمن، وقد تكفلت بنقله صحيفة البلاد وقتذاك وهذه السجالات قد تثري المشهد الثقافي والأدبي وهذا ما فعله سجالنا بين الشاعر محمد حسن عواد والآخر حمزة شحاتة. هذان الاسمان الكبيران في سماء الأدب السعودي شكلا حالة ثقافية خاصة، فعلى سبيل المثال كان الشاعر محمد حسن عواد متأثراً إلى حد كبير بعباس محمود العقاد وقد نشر كتابه (خواطر مصرحة)، وهو الأول من نوعه في تاريخ الجزيرة العربية، ويعتبر صرخة العواد الأول الحداثية التي أثارت الانتباه للكاتب وقتذاك قبل أن يحطم عمودية الشعر في ديوانه (آماس وأطلاس) وديوانه الآخر ( قمم الأولمب)، فأصبحت القصيدة عند العواد فتحاً ورمحاً ولغة جديدة تشترك والثقافة وما زال اللغط يدور حول شاعرية محمد حسن عواد إلى يومنا هذا وهو الذي تقاسم حداثية الأدب السعودي مع خصمه حمزة شحاتة الذي كان له هو الآخر صرخات متعددة في دنيا الأدب والشعر. يعتبر الشاعر حمزة شحاتة من أبرز المجددين في أدبنا السعودي، وكان ذا مهارة عالية في عزف العود إذ كان أحد العازفين القلائل في الحجاز، وقد أبدع في صنوف الأدب شعراً ونثراً، فقد نشأ هذا الفيلسوف المكي وتربى يتيماً ويعتبر قمة الحجاز التي لا يطاولها أحد، ويعتبر هذا الشاعر والأديب والموسيقي من رواد التجديد إلى جانب الشاعر محمد حسن عواد، وكلاهما كانا في خصام وجدال استأثرت بعض الصحف بنشره وقتذاك. قليلة هي الدراسات التي تناولت شعر وأدب وشخصية هذين الشاعرين وأقصد هنا محمد حسن عواد وحمزة شحاتة، وهذه دعوة للباحثين والدارسين في مجال الأدب أن يعيروا كلاً من الشاعرين محمد حسن عواد وحمزة شحاتة كل الاهتمام والبحث، فنحن بحاجة إلى فك طلاسم عبقريتهما وشاعريتهما المتدفقة والتي أثرت أدبنا السعودي شعراً ونثراً، فما أحوجنا للبحث والتقصي عن حياة الشاعر محمد حسن عواد وحمزة شحاتة. خواطر مصرحة لمحمد حسن عواد محمد حسن عواد