* الكتاب: خواطر مصرحة * المؤلف: محمد حسن عواد * الناشر: جداول، بيروت 2012 آذن صدور كتاب خواطر مصرحة سنة 1345ه (1926م) بحقبة جديدة في تاريخ الأدب والثقافة في الحجاز، فلم تعهد البلاد صوتاً يشبه صوت محمد حسن عواد في إلحاحه على الثقافة الحديثة، وإطراح الثقافة القديمة، وفوجئ المجتمع بذلك الشاب الذي يدعو إلى تجديد الفكر الديني، ولا يكتفي بذلك، ولكنه يشدد على ممثليه التقليديين في الخصام والنقد، ويكابد من أجل أدب حديث، وتعليم مدني، وامرأة جديدة. رحب الأدباء الشبان بمحمد حسن عواد وعدوا «خواطر مصرحة» دستور الثقافة الحديثة، وهاج المحافظون في وجه الكتاب ومؤلفه، فصودر الكتاب، وفصل المؤلف من عمله. وتسعد دار جداول، بعد ثمان وثمانين سنة من صدور الكتاب، بأن تقدم خواطر مصرحة في طبعة جديدة، اعتزازاً برائد من رواد التحديث والتنوير في المملكة العربية السعودية، وتوثيقاً لمرحلة مهمة من تاريخنا الثقافي. ويعتبر عواد من طلائع النهضة الأدبية والفكرية بالحجاز، من مواليد مدينة جدة (1902-1980) كان مدرساً في مدرسة الفلاح. يعتبر مع خصمه الشاعر حمزة شحاتة، رائدا الشعر الحداثي في الحجاز. من أهم آثاره الشعرية، ديواني «آماس وأطلاس»، و»قمم الأولمب»، حيث كسر العواد فيهما عمودية الشعر، وبهما منح ريادة الشعر الحديث بالعالم العربي، منذ عام 1921. خاض العواد في حياته العديد من المعارك الأدبية الحامية التي اندلعت في الحجاز بين المجددين والتقليديين، وفيما بين المجددين أنفسهم، لعل أشهرها سجاله الحامي مع الشحاتة، إلا أن رصانة العواد حفظت له دوماً الاعتبار. رأس نادي جدة الأدبي الثقافي منذ تأسيسه إلى السبعينيات، ويعتبر اليوم أحد أهم رموز النهضة في الحجاز والسعودية، والمحتفى بها وبتجربتها على الأصعدة الرسمية والشعبية.