تشبثت القوات الأوكرانية والروسية بمواقعها في ساحات القتال بشرق أوكرانيا يوم أمس "الأربعاء"، وهو يوم إحياء ذكرى غزو زعيم ألمانيا النازية "أدولف هتلر"، للاتحاد السوفيتي عام 1941. وكانت قد مالت كفة القتال في الحرب لصالح روسيا، بسبب تفوقها في سلاح المدفعية، وهي حقيقة اعترف بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطاب ألقاه في وقت سابق. حيث قال: "يعزز الجيش الأوكراني دفاعاته في منطقة لوجانسك، بفضل المناورات التكتيكية، وهذه حقا أصعب بقعة، فالمحتلون يضغطون علينا بقوة في اتجاه دونيتسك". وأضاف: "بنفس القدر من الفعالية التي نناضل بها من أجل اتخاذ الاتحاد الأوروبي، قرارا إيجابيا بشأن حصول أوكرانيا على وضع مرشح، فإننا نكافح أيضا كل يوم من أجل أسلحة حديثة لبلدنا، نحن لا نتوانى ليوم واحد"، وحث الدول الداعمة لبلاده على تسريع تسليم السلاح. وفي قرار رمزي، قال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي: إن من المقرر أن تصبح أوكرانيا مرشحا رسميا لعضوية الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس. ذكرى الغزو والحزن 22 يونيو، هو يوم مهم في روسيا، فهو "يوم الذكرى والحزن"، الذي يصادف غزو قوات ألمانيا النازية تحت قيادة هتلر، للاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية، وتحييه أيضا أوكرانياوروسيا البيضاء، اللتان كانتا آنذاك جزءاً من الاتحاد السوفيتي. وكانت قد استمرت الحرب هناك 1418 يوما، ويقدر المؤرخون أن زهاء 27 مليون جندي ومدني سوفيتي، لقوا حتفهم حينها. ميدانياً أحرزت القوات الروسية والانفصاليون في شرق أوكرانيا، مزيدا من التقدم، حيث اقتربوا من مدينة ليسيتشانسك، المعقل الرئيس للقوات الأوكرانية في دونباس. وفي واحدة من أعنف المعارك التي تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، أحرزت روسيا تقدما بطيئا في دونباس منذ شهر أبريل، في صراع أودى بحياة آلاف الجنود من الجانبين. في المقابل اعترفت جمهورية دونيتسك الانفصالية، بمقتل أكثر من 2000 عسكري، وإصابة ما يقرب من 9000 منذ بداية العام، وقالت: إن ذلك يعادل نحو 55 في المئة من قوتها الأصلية. كما وقعت في الأيام الماضية معارك عنيفة على ضفتي نهر سيفرسكي دونيتس، الذي يمر عبر دونباس، حيث توجد القوات الروسية بشكل أساسي على الضفة الشرقية، والقوات الأوكرانية في الغرب. وفي سياق ذلك وردت أنباء أوكرانية، تفيد باحتجاز نحو 500، مدني في مصنع كيميائيات في مدينة سيفيرودونتسك، على الرغم من القصف العنيف المستمر منذ أسابيع. وأكد حاكم مقاطعة لوجانسك سيرهي جايداي، أن توشكيفكا أصبحت الآن تحت سيطرة القوات الروسية. وقال أوليسكي أريستوفيتش، مستشار زيلينسكي: إن القوات الروسية استولت أيضا على قرية ميتيولكين، ويمكنها عزل ليسيتشانسك وسييفيرودونتسك، عن الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا. وأضاف: "التهديد بتحقيق روسيا انتصارا تكتيكيا قائم، لكنهم لم يفعلوا ذلك بعد حتى الآن". وقال حاكم خاركيف: "إن الهجمات زادت في المنطقة الواقعة في شمال شرق البلاد، حيث قُتل 15 مدنيا على الأقل في قصف روسي. كما قال المستشار الرئاسي أريستوفيتش: "القوات الروسية تضرب الآن مدينة خاركيف، بالطريقة نفسها التي ضربت بها ماريوبول في السابق، بهدف ترويع السكان"، وأضاف: "الفكرة هي إيجاد مشكلة كبيرة لإلهائنا، وإجبارنا على تحويل القوات".