قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الثلاثاء إن أوكرانيا ستقاتل لاستعادة كل أراضيها التي احتلتها القوات الروسية، في الوقت الذي تخوض فيه قوات الجانبين حرب شوارع في سيفيرودونيتسك في واحدة من أكثر المعارك البرية دموية في الحرب. وقال زيلينسكي عبر رابط فيديو، خلال فعالية استضافتها صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، "لقد فقدنا بالفعل الكثير من الناس، وببساطة ليس بوسعنا التنازل عن أراضينا". وأضاف أن الجمود "ليس خيارا.. علينا تحرير كامل أراضينا". جاءت تصريحات زيلينسكي للرد بقوة على اقتراحات بضرورة أن تتنازل أوكرانيالروسيا عن بعض أراضيها من أجل إنهاء الحرب التي دخلت الآن شهرها الرابع. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة أجريت معه في الآونة الأخيرة إن من المهم عدم "إهانة" موسكو، وهو ما تم تفسيره في أوكرانيا على أنه يوحي بضرورة قبول بعض المطالب الروسية. ولدى سؤاله عن تعليق ماكرون، قال زيلينسكي "لا نهين أحدا. نرد بالمثل". وأثناء حديثه، كانت القوات الأوكرانية تحاول في أنحاء سيفيرودونيتسك المدمرة التمسك بالمكاسب التي قالت كييف إن قواتها حققتها في هجوم مضاد مفاجئ غَيَّر مسار المعركة هناك الأسبوع الماضي. وبرز القتال على هذه المدينة الصناعية الشرقية الصغيرة كمعركة محورية إذ تركز روسيا قوتها الهجومية عليها على أمل تحقيق أحد أهدافها المعلنة، وهو السيطرة الكاملة على لوجانسك نيابة عن وكلاء انفصاليين. * الحفاظ على المواقع قال أوليكساندر ستريوك رئيس بلدية سيفيرودونيتسك للتلفزيون الأوكراني اليوم الثلاثاء إن القوات الأوكرانية تبذل قصارى جهدها للحفاظ على مواقعها، مضيفا "قواتنا المسلحة عززت مواقعها وصمدت على خط المواجهة". وقال رومان فلاسينكو، وهو مسؤول محلي آخر، إن القوات الأوكرانية تسيطر على المنطقة الصناعية بالمدينة ومصنع آزوت للكيماويات. وقالت موسكو إن قواتها تتقدم. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من الوضع الميداني. وقال مسؤولون أوكرانيون إن قواتهم شنت هجوما مضادا مفاجئا الأسبوع الماضي، مما أدى إلى طرد الروس من منطقة بوسط المدينة. وقبل ذلك، بدت روسيا على وشك تطويق المدافعين الأوكرانيين في لوجانسك في محاولة لقطع الطريق الرئيسي المؤدي إلى سيفيرودونيتسك ومدينة ليسيتشانسك المجاورة الواقعة على الجانب الآخر من نهر سيفيرسكي دونيتس. ويوم الأحد، قام زيلينسكي بزيارة مفاجئة إلى ليسيتشانسك، مثبتا بنفسه أن الطريق لا يزال مفتوحا أمام كييف للوصول لأماكن تمركز القوات الأوكرانية. وغزت روسياأوكرانيا في 24 فبراير شباط قائلة إنها تهدف إلى "نزع سلاح" البلاد "والقضاء على النازيين" فيها. وتقول أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إن روسيا شنت حربا غير مبررة للاستيلاء على أراضي أوكرانيا. هُزمت القوات الروسية في ضواحي العاصمة كييف في مارس آذار، ومنذ ذلك الحين أعادت جمع صفوفها وصعدت هجومها على الشرق، مطالبة كييف بالاعتراف بتبعية شبه جزيرة القرم لروسيا وبمطالب وكلائها الانفصاليين المتعلقة بلوجانسك ودونيتسك اللتين تشكلان دونباس. وكانت موسكو قد ضمت شبه جزيرة القرم إليها في عام 2014. وتضغط روسيا من ثلاثة اتجاهات رئيسية، الشرق والشمال والجنوب، لمحاولة تطويق الأوكرانيين في دونباس. وتضغط روسيا من ثلاثة اتجاهات رئيسية هي الشرق والشمال والجنوب في محاولة لتطويق الأوكرانيين في دونباس. في دروجكيفكا، في الجيب الذي تسيطر عليه أوكرانيا في إقليم دونيتسك، يتنقل السكان عبر أنقاض المنازل التي دمرها القصف. التقطت ناديجدا ألبوم صور أطفال قرمزيا وكتاب تمارين لرياض الأطفال من أنقاض منزلها ووضعتهما على رف ما زال قائما بشكل ما في الأنقاض. وقالت "لا أعرف حتى من أين أبدأ. أنا أقف هنا وأنظر، لكن ليس لدي فكرة ماذا أفعل. أنا أبدأ في البكاء. أنا أهدأ، ثم أعاود البكاء". * "وقت الرحيل" قال حاكم إقليم دونيتسك، بافلو كيريلينكو، للتلفزيون الأوكراني إن هناك قصفا مطردا بطول خط الجبهة وإن روسيا تحاول الاندفاع صوب سلوفيانسك وكراماتورسك أكبر مدينتين تسيطر عليهما أوكرانيا في دونيتسك. والجهود جارية لإجلاء من بقوا من السكان. وقال كيريلينكو "الناس يفهمون الآن، رغم أن الوقت متأخر، أن وقت الرحيل حان". أصاب القصف أيضا ثاني أكبر مدينة أوكرانية، وهي خاركيف، في وقت مبكر اليوم الثلاثاء، وقال رئيس بلدية المدينة إن شخصا لقي حتفه. وتعرضت المدينة الواقعة في شمال شرق أوكرانيا لقصف شديد في أول شهرين من الحرب لكن الوضع صار أكثر هدوءا في الأسابيع الماضية بعد أن تقهقرت القوات الروسية في المنطقة. وقال ياتشيسلاف شولجا الذي يعمل في مطعم بيتزا في شمال خاركيف تعرض للقصف إن هناك آمالا في أن يعيد المطعم فتح أبوابه قريبا بعد إغلاقه في بداية الحرب. وقال "كل شيء دُمر. نحن نرفع المعدات، ولن يكون هناك عمل هنا في الوقت الحالي". ومضى قائلا "الأمر محزن لأن الكثير من الجهد بُذل فيه (المطعم) لكن أحدا آخر قرر مصيرنا". * استهداف مستودعات محطة سلع أوكرانيا واحدة من دول العالم الرئيسية في تصدير الحبوب، وتتهم الدول الغربية روسيا بالمخاطرة بإحداث مجاعة عالمية بسبب إغلاق الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود. وقال حاكم المنطقة التي تضم ميناء ميكولايف إن القصف الروسي في مطلع الأسبوع دمر مستودعات إحدى كبرى محطات السلع الزراعية في الميناء. وتنفي موسكو المسؤولية عن أزمة الأغذية العالمية وتشير بإصبع الاتهام إلى العقوبات الغربية. وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو إن مينائي بيرديانسك وماريوبول الأوكرانيين اللذين تحتلهما روسيا جاهزان لاستئناف صادرات الحبوب. وتقول أوكرانيا إن مثل هذه الشحنات من أراض استولت عليها موسكو سترقى إلى نهب غير قانوني. وقال زيلينسكي إن أوكرانيا تتلقى بالتدريج "أنظمة مضادة للسفن محددة" ستكون أفضل وسيلة لإنهاء الحصار الروسي لموانئ أوكرانيا على البحر الأسود. وقالت روسيا إن أول ما يتطلبه استئناف الشحن من موانئ البحر الأسود أن تطهرها أوكرانيا من الألغام. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا ستفتش وترافق السفن بعد ذلك إلى المياه الدولية.