طوعت المملكة ومصر جهودهما لتعزيز الشراكة الاستراتيجية والمصير المشترك كون البلدين، يتشاركان التاريخ والجوار والدين. وخطتْ العلاقات السعودية المصرية خطوات استراتيجية إلى الأمام خصوصاً أن مصر كانت وما تزال متضامنة مع المملكة في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها، ورفضها لأي اعتداءات على أراضي السعودية، فضلاً عن تأكيدها الدائم على أن أمن المملكة ومنطقة الخليج العربي يعد جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. وتؤكد صفحات التاريخ وجغرافيا المكان أن السعودية ومصر هما قُطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي، وعليهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي، والوصول إلى الأهداف الخيِّرة المنشودة التي تتطلع إليها الشعوب العربية من «المحيط الأطلسي» إلى «الخليج العربي».. وأكدت مصادر في الخارجية المصرية ل»الرياض» أن الرئاسة المصرية أعدت برنامجاً متكاملاً لزيارة سمو ولي العهد والذي يتضمن لقاءً مطولاً مع الرئيس المصري لبحث مستجدات الأوضاع التي تشهدها المنطقة والعالم.. وأشارت المصادر ذاتها أن الرئيس السيسي سيجدد لسمو ولي العهد حرص القاهرة على وحدة الموقف والمصير المشترك تجاه مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك و العمل على تنسيق مواقفهما بما يخدم مصالحهما ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم فضلاً عن تبادل الآراء حول أجندة زيارة الرئيس بايدن للمملكة والتشديد على ضرورة مواصلة واشنطن لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، وأهمية التوصل إلى تسوية شاملة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً لحل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدسالشرقية. وتابعت المصادر قائلة إن لدى القيادتين السعودية والمصرية قناعة كاملة أن الأمن العربي كلٌ لا يتجزأ، ومن الأهمية تعزيز العمل العربي المشترك والتضامن العربي الكامل للحفاظ على الأمن القومي العربي، ورفض أي محاولات لأطراف إقليمية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، أو تهديد استقرارها وتقويض مصالح شعوبها، إلى جانب مواصلة محاربة التنظيمات الإرهابية في المنطقة بكافة أشكالها. واتسمت علاقة المملكة مع مصر بالعمق التاريخي والتعاون الاستراتيجي والتنسيق المستمر تجاه المسائل والقضايا التي تهمُّ البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، لدعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، نظرًا للمكانة العالية والموقع الجغرافي الذي يتمتع به البلدان، مما عزَّز من ثقلهما على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية. وتأتي زيارة سمو ولي العهد لتؤكد مكانة مصر في قلوب الشعب السعودي وحرصاً من الرياض على تعميق العلاقات، والتي ترتكز على أسس قوية من التوافق في الرؤى والتنسيق ووحدة المصير. كما تجيء قبيل زيارة بايدن للمملكة حيث رحبت مصر بالقمة المرتقبة التي ستستضيفها السعودية بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأميركية. وليس هناك رأيان أن العلاقة بين الرياضوالقاهرة تعد مثالاً يحتذى به في العلاقات.. وكشفت المصادر المصرية أنه سيتم خلال الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في العديد من المجالات الثنائية إلى جانب التنسيق العالي لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، والمحافظة على مصالح وأمن واستقرار البلدين ورفع مستوى التنسيق حيال القضايا الإقليمية والدولية، ترسيخ العلاقات وتوثيق الصلات وتعزيز مسيرة التعاون. والمملكة ومصر كانتا دائماً على مسافة واحدة والتنسيق معا في مواقفهما حيال القضايا الإقليمية والدولية، وعلى دفع الجهود نحو استقرار الأوضاع في المنطقة، فضلاً عن التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب، وتفعيل العمل الدولي والخليجي والعربي المشترك وأهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، بما يحافظ على وحدة أراضي تلك الدول ويصون مقدرات شعوبها. وتعد المملكة أكبر شريك تجاري لمصر في منطقة الشرق الأوسط، وتهدف القاهرة إلى زيادة الاستثمارات السعودية وتعتبر مشروع الربط الكهربائي، محوراً مهماً حيث سيحول البلدين إلى مركزين مهمين للطاقة في الشرق الأوسط، يربطان شبكات الطاقة من الخليج العربي لأفريقيا وأوروبا. ويؤكد الخبراء المصريون أن القاهرةوالرياض هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي وعليهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي والوصول إلى الأهداف الخيرة المنشودة التي تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي. إنها الشراكة بين عملاقي العرب والشرق الأوسط، الرياض - القاهرة علاقات أعمق من المحيط .. هذا هو أبسط وصف لشراكة طويلة المدى.