قال مسؤول أوكراني أمس الاثنين إن القوات الروسية دخلت ضواحي مدينة سيفيرودونتسك الأوكرانية، واصفا القتال بأنه "شرس جدا" وسط أنقاض مدينة أصبحت محور هجوم موسكو. وركزت روسيا قوتها على آخر منطقة سكانية كبيرة ما زالت تحت سيطرة القوات الأوكرانية في منطقة لوغانسك بشرق البلاد، في محاولة لتحقيق أحد أهداف الرئيس فلاديمير بوتين المعلنة. وترك القصف المتواصل القوات الأوكرانية في حالة دفاع عن الأنقاض في سيفيرودونتسك، لكن رفضها الانسحاب أدى إلى إبطاء الهجوم الروسي الضخم في مختلف أنحاء منطقة دونباس. وقال سيرهي جايداي الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك إن القوات الروسية تقدمت إلى الأطراف الجنوبية الشرقية والشمالية الشرقية للمدينة. لكنه أوضح أن القوات الأوكرانية طردت الروس من قرية توشكيفكا في الجنوب، مما قد يحبط مساعي موسكو لتطويق المنطقة. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب بثه التلفزيون الاستيلاء على سيفيرودونتسك مهمة أساسية للروس... نبذل قصارى جهدنا لمنع هذا التقدم. وتضررت حوالي 90 بالمئة من المباني، ودُمرت أكثر من ثلثي المساكن في المدينة بالكامل. وبعد انسحابها من كييف في مارس، أعلنت روسيا أن العملية العسكرية الخاصة التي تنفذها في أوكرانيا تركز منذ ذلك الوقت على الاستيلاء على كامل منطقة دونباس التي تتكون من إقليمي لوغانسك ودونيتسك، والتي تطالب موسكو بها نيابة عن الانفصاليين الموالين لها. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الأحد إن تحرير دونباس أولوية غير مقيدة بشروط بالنسبة لموسكو. وسيمنح الاستيلاء على مدينة سيفيرودونتسك ومدينة ليسيتشانسك على الضفة المقابلة لنهر سيفيرسكي دونيتس روسيا سيطرة فعلية على إقليم لوغانسك. لكن مع تركيز روسيا على معركة للسيطرة على مدينة سيفيرودونتسك الصغيرة، التي كان يسكنها مئة ألف نسمة فقط قبل الحرب، يمكن أن تترك الأراضي الأخرى مفتوحة أمام هجمات مضادة أوكرانية في نهاية المطاف. وشهدت الأيام الماضية بوادر أولى على هجوم أوكراني مضاد محتمل في الجنوب حيث تحاول روسيا تعزيز سيطرتها على إقليم خيرسون الذي استولت عليه في الأسابيع الأولى بعد أن بدأت الغزو في فبراير. واستبعد معهد دراسات الحرب، وهو مركز أبحاث، أن يتمكن الهجوم الأوكراني المضاد من استعادة مناطق كبيرة في الأمد القريب، لكنه يمكن أن يعطل العمليات الروسية ويجبر موسكو على تعزيز قواتها في المنطقة. وقال مجلس بلدة نوفي بوه الواقعة إلى الشمال مباشرة من جبهة خيرسون على تيليجرام إن ما يشتبه بأنها ضربة روسية ألحقت خلال الليل أضرارا بالبلدة التي تسيطر عليها أوكرانيا. وقالت روسيا إنها قصفت أيضا حوضا لبناء السفن في ميكولييف، وهو ميناء كبير تسيطر عليه أوكرانيا غربي خيرسون مباشرة. ويجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي أمس واليوم لإعلان استمرار دعم أوكرانيا لمساعدتها في صد هجوم روسيا ولكن التقاعس عن الاتفاق على حزمة عقوبات جديدة ضد موسكو سيطغى على المحادثات. وسيبحث زعماء الاتحاد الذي يضم 27 دولة على مدار يومين أفضل السبل لمساعدة أوكرانيا بعد مرور أربعة أشهر على بدء الغزو الروسي وكيفية التصدي لتبعات الحرب من ارتفاع أسعار الطاقة والنقص الذي يلوح في الأفق للغذاء واحتياجات الاتحاد الأوروبي الدفاعية. ولكن مسودة البيان الختامي للاجتماع، التي اطلعت عليها رويترز، أظهرت أنه على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي سيكون سخيا في الدعم اللفظي للحكومة في كييف فلن يتم اتخاذ أي قرارات جديدة تذكر بشأن أي من الموضوعات الرئيسية. وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يوم الأحد "بعد هجوم روسيا على أوكرانيا رأينا ما يمكن أن يحدث عندما تتوحد أوروبا. وبالنسبة للقمة غدا فلنأمل أن يستمر الحال على هذا النحو. لكن ذلك بدأ بالفعل في الانهيار والانهيار مرة أخرى." والأمر الذي سيكون أكثر واقعية هو دعم الزعماء سياسيا لحزمة قروض الاتحاد الأوروبي بقيمة تسعة مليارات يورو حتى تتمكن أوكرانيا من الحفاظ على استمرار عمل حكومتها ودفع الرواتب لمدة شهرين تقريبا. ولكن لن يتم حتى اتخاذ هذا القرار إلا في وقت لاحق بعد أن تقدم المفوضية الأوروبية اقتراحا حول كيفية جمع الأموال. وأظهرت المسودة أن زعماء الاتحاد الأوروبي سيدعمون إنشاء صندوق دولي لإعادة بناء أوكرانيا بعد الحرب، دون تفاصيل، ويريدون بحث إمكانية مصادرة أصول روسية مجمدة لهذا الغرض.