مهما تحدثت عن الخير الذي ننعم بها كسعوديين على أرض المملكة لن أًمل ولا أكل، فالاعتراف بالحق من فضائل وشيم العظماء، فوصلنا إلى مرحلة من التقدم والرقي والخير الملموس في شتى المجالات وملامس لمختلف الطبقات والشرائح. الفضل للمسؤولين الذين يُعدون بمثابة العين الساهرة، التي تحرص وتخطط وتعمل، وتطمح إلى أن نرغد دومًا، وهذا الكفاح لسنوات جعل أحفادنا وأولادنا، وأجيالنا القادمة سترغد بكافة سبل الرحة. توفر الدولة كافة الأساسيات، وكل الكماليات القادرة على جعل السعوديين يحيون حياة كريمة، فتخيل رغم كل مصالح الدولة، ومشاريعها، والمشاغل، إلا أن المواطن السعودي يأتي بالمقام الأول في اهتمامات الدولة. بتمكين كل أجهزة ومرافق الدولة وموظفيها من أجل خدمة المواطن السعودي، فلذلك نفخر في كل مكان، وبأي دولة كوننا أبناء المملكة العربية السعودية، أرض الحرمين الشريفين. فلن تكفي كلمة الشكر والثناء إلى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان على رد المعروف منا كمواطنين، بل لنا دورنا الذي نتوج به هذا التقدم، وهذا الرغدُ الذي ننعم به، وهو ممارسة دورنا الإيجابي كمواطنين، نعيش على هذه الأرض الطاهرة. فعلينا أن نحسن نشأة الأجيال القادمة، أمل المستقبل، وزينة المملكة، لنحصل على نماذج مشرفة تفخر بها مملكتنا، ولنواصل التقدم، ونتمتع بحياتنا الكريمة التي نعيشها. نزرع بهم كافة القيم والمبادئ التي تجعلهم ينظرون إلى الواقع بنظرة علمية وانفتاحية عميقة، في ضوء الاحتفاظ بهويتنا الإسلامية والعربية. فالتقدم والرقي ومواكبة العصر من أسس نجاح الدول، ولكن الاحتفاظ بالهوية هو أساس ثباتها، وشموخها وقدرتها على المواصلة نحو التقدم. فلنخبرهم أن المملكة قصة كفاح وصعود، اجدادنا الذين سهروا وخططوا، وعملوا وتعلموا كي يرغدوا بكريم العيش، فنسير على خُطاهم من أجل المزيد من التقدم. نأخذ من ثقافات الغير ما يتناسب مع ثقافتنا، ونضيف إليها من مخزوننا، هذا يجعل لدينا نوابغ في شتى المجالات، وعلماء ورواد أعمال ناجحين، وشخصيات مؤثرة بالعالم نفخر بهم ويمثلون المملكة أمام العالم أجمع. احرصوا دومًا أيها الآباء على تربية أولادكم على أسس متطورة مع تعزيز ثقتهم في طباعنا ومواريثنا المتأصلة بنا، فأجعل الأبناء دومًا هم أهم مشاريعك في الحياة التي يجب أن تغرس بها كل ما يجعلهم أفضل، فيكون العائد على أنفسهم وعلى وطنهم عظيم. فاجعل دومًا تربيتك لها الأسس التي تبني عليها، ويتوجب من خلالها تحقيق عدد من الأهداف، حتى تستطيع تشكيل الشخصية السوية القادرة على مواكبة العصر الذي تعيش به، حاملا بين ثناياه كل معاني الخير والسلام. إن المدرسة الأولى التي يتعلم منها الطفل معاني الحياة هي الأسرة، هي المؤثر الأكبر به، وهي الحلقة المجتمعية الأولى بالنسبة للنشء التي يتخذها كقدوة يتعلم منها، ويقلدها، فلهذا تشجيعك الدائم إلى الأطفال وحرصك على تعليمهم، وتنويرهم بالتوجيه نحو النهل من كنوز التكنولوجيا التي توفرها الدولة لأولادها سيجعل منها دومًا أشخاص أكفاء، قادرين على حمل لواء التقدم. فضع في نشئك البذور والسماد الغالية التي ستجني منها مستقبلا منيرا، فالصلاح والاستقامة التي يتوجب توفيرهم للنشء يكون لها قدرة على تشكيل الرؤى المختلفة للأجيال القادمة. فيجب على الأهل صنع البذرة الصالحة التي تعد بداية الطريق التي تقوم كافة المؤسسات الاجتماعية التي يتعلق بها الطفل حتى يشب بتكملتها، في ظل حرص الدولة على الاهتمام بالنشء نصل بالنهاية إلى وابل من الأجيال العظيمة التي تفخر بها مملكتنا الغالية.