دعا رئيس المجلس الرئاسي الليبي النائب الثاني لرئيس الاتحاد الأفريقي محمد المنفي الدول الأفريقية إلى التنسيق والتعاون لمكافحة الجريمة العابرة للحدود، والآفات المرتبطة بها كالإرهاب والاتجار بالبشر والمخدرات وغسيل الأموال على المستويين الإقليمي أو الثنائي. وطالب المنفي في كلمة له خلال أعمال القمة الاستثنائية السادسة عشرة لمؤتمر رؤساء الدول والحكومات الأفريقية، حول الإرهاب والتغييرات غير الدستورية للحكومات في أفريقيا، التي تعقد بمالابو بغينيا الاستوائية حاليا، بضرورة تعزيز الحوار السياسي في الدول الأفريقية، والاهتمام بالتنسيق الأمني بين الدول من أجل مستقبل أفضل للقارة السمراء، ولتجنيب حكوماتها التغييرات غير الدستورية والانقلابات، التي زادت خلال السنوات الأخيرة. وشدد رئيس المجلس الرئاسي على أهمية دعم مكونات القوة الأفريقية الجاهزة لوجستياً وفنياً، وتشجيع دعم جهود الاتحاد الأفريقي في تفعيل وتمويل صندوق السلم والأمن الأفريقي، ودعم الموقف الأفريقي الموحد فيما يتعلق بإصلاح منظمة الأممالمتحدة، خاصة مجلس الأمن. وأشار إلى أهمية التنسيق الأمني عبر الحدود الذي تجسد في الاتفاق الأمني الرباعي الموقع عام 2018 بين كل من ليبيا تشادالنيجر والسودان. من ناحية أخرى، وصف المنفي الموقف التونسي من الوضع السياسي في ليبيا ب"المتزن والداعم للتوافق"، معبرا عن مدى تقديره واحترامه للرئيس التونسي قيس سعيد. وأجرى المنفي مباحثات مع وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي في مالابو. وأعرب المنفي عن أمله في مواصلة الرئيس التونسي وكل دول الجوار والمجتمع الدولي "مساندة ليبيا في مسارها والعمل على تسهيل كل ما من شأنه أن يفضي إلى حل ليبي- ليبي متفق عليه بين مختلف الأطراف"، ويستجيب إلى تطلعات الشعب الليبي التواق للأمن والاستقرار والسلام. بدوره، أكد الجرندي دعم بلاده ل"حل يرتكز على الحوار والتوافق في ليبيا لكي تتمكن من استعادة عافيتها"، وذلك في ظل حالة التوتر والانقسام بوجود حكومتين تتنازعان الشرعية، هما حكومة الوحدة الوطنية الموقتة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، والحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا. وعبر الوزير التونسي عن استعداد بلاده، وبتوجيهات مباشرة من الرئيس قيس سعيد، "للوقوف مع ليبيا ومساعدتها ومساندتها في كل الاستحقاقات والمحافل الدولية، حتى تستعيد مكانتها كدولة فاعلة تقوم بدورها الكامل مع بقية دول المنطقة". واحتضنت تونس عدة جولات من الحوار الليبي، آخرها جلسات ملتقى الحوار الليبي الذي عقد في نوفمبر من العام الماضي وأسفر عن تشكيل حكومة الدبيبة التي نالت الثقة من مجلس النواب في مارس الماضي، لكن الخلاف حولها بدأ منذ تأجيل الانتخابات التي كان من المقرر إقامتها في 24 نوفمبر 2021.