ترتسم أمام عيني علامات التعجب والاستفهام، من قطاعنا الخاص في التعامل مع الأحداث المحلية وكيف أن هذا القطاع جاهل بدوره الاجتماعي في التفاعل مع المجتمع. بالأمس القريب حقق عدد من أبنائنا الطلاب جوائز عالمية في عدد من العلوم وسط محفل عالمي في الولاياتالمتحدةالامريكية، وتفاعل مع هذا الإنجاز أبناء الشعب بكافة شرائحهم بشكل إيجابي، وواحدة من أجمل صور هذا التفاعل حضور سيدة على كرسي متحرك لاستقبال الأبطال ضمن العديد من المستقبلين. وكان صدى الفخر والاعتزاز يفوح في كل منصات التواصل الاجتماعي، وفي الإعلام الرسمي والخاص. وأتى التكريم الأكبر من ملهم هؤلاء الشباب ولي عهدنا -حفظه الله- باستقبالهم وتكريمهم. أيضاً ما فعلته وزارة الرياضة بتواجدهم داخل أرضية ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة قبل بدء مباراة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، وهي خطوة ذكية تشكر عليها وزارة الرياضة. ولكن للأسف لم أقرأ أو أسمع عن أي بادرة من القطاع الخاص تجاه هؤلاء الأبطال، ولم يستغل مديرو التسويق، الجهابذة الذين تستقدمهم الشركات من كل أنحاء العالم هذا الحدث والتفاعل الشعبي الذي حصل معه لصالح شركاتهم بل كان القطاع الخاص أخرس وأعمى، وكأن شيئاً لم يحدث. وهذا شاهد على ضعف القطاع الخاص في التسويق الإيجابي، وانعدام دوره الفعلي في خدمة المجتمع. في حين نجده قادراً على انتقاد كوادرنا الوطنية، وشاكياً دوماً من ضعف مخرجات تعليمنا، هذا القطاع وجد نفسه محرجا ًمن تكريم أبطال التعليم، ليشهد على نفسه بضعف حججه. وكان أولى بهذا القطاع بدل الدفع والإنفاق على مشاهير التواصل باسم التسويق أن يكرم هذه النخبة الحقيقية، كخدمة مجتمع وتسويق إيجابي. ونحمد الله عز وجل أن حكومتنا الرشيدة دائماً تسبق القطاع الخاص، حتى في الشأن الذي يخص هذا القطاع، فهي المبادرة لتخصيص القطاعات الحكومية، وهي من تعمل على تهيئة هذا القطاع ليقوم بدوره، في حين أن التجارب السابقة والوضع الراهن للشركات والمؤسسات الكبيرة والصغيرة لم يصل لحجم التوقعات. الشيء بالشيء يذكر، لي عتب على وزارة التعليم التي أعلنت عن منح ابتعاث للطلاب الفائزين، وكذلك القبول المباشر من جامعة الملك عبدالعزيز للطلاب الذين حققوا جوائز في التخصص الذي يرغبون به، ولم تشمل هذه المبادرات كامل الفريق المشارك وعددهم 35 طالباً وطالبةً، فهم كانوا فعلاً فريقاً واحد.اً وشاهدنا كيف كان تفاعلهم مع كل إعلان عن فائز سعودي.