قالت مسؤولة كبيرة في منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة إن الأولوية يجب أن تكون لاحتواء جدري القردة في البلدان التي لا يتوطن فيها المرض، مضيفة أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال اتخاذ إجراءات سريعة. ويتوطن جدري القردة، وهو عدوى فيروسية تسبب أعراضا خفيفة، في بلدان أفريقية ولكن انتشاره إلى أوروبا والولايات المتحدة يثير المخاوف. وهناك، حتى الآن، أكثر من 200 إصابة بين مؤكدة ومشتبه بها حوالي 20 منها في مناطق لم يظهر فيها الفيروس من قبل. وقالت سيلفي برياند مديرة إدارة التأهب للمخاطر المعدية في المنظمة في إحاطة للدول الأعضاء في الجمعية السنوية للمنظمة التابعة للأمم المتحدة "نعتقد أننا إذا اتخذنا الإجراءات الصحيحة الآن يمكننا احتواؤه بسهولة". وشددت على أن هناك فرصة سانحة لمنع الانتشار، وحثت عامة الناس على تجنب القلق لأن انتقال العدوى أبطأ بكثير من الفيروسات الأخرى مثل فيروس كورونا. وقال مسؤولون في منظمة الصحة إنه لا توجد حاجة للتطعيم الشامل في الوقت الحالي، لكن الحاجة الحقيقية هي لتطعيم مخالطي المصابين أينما كان ذلك متاحا. وقالت روزاموند لويس، رئيسة أمانة الجدري ببرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة "تتمثل أفضل الخيارات في فحص الحالات وتتبع المخالطين والعزل المنزلي". مخاوف صينية حذرت السلطات الصحية في الصين من خطر تفشي فيروس كورونا في البر الرئيس بعد اكتشاف ما لايقل عن 16 إصابة جديدة بمرض كوفيد-19، الذي يسببه الفيروس، في مدن تقع على الحدود مع كوريا الشمالية، التي تكافح من أجل احتواء واحدة من أسوأ أزماتها الصحية منذ سنوات. وذكرت السلطات الصينية أنه تم رصد سبع حالات إصابة بفيروس كورونا في مقاطعة جيلين شمال شرقي البلاد، وتسع حالات في مقاطعة لياونينج المجاورة، الخميس. وقال مسؤولو لجنة الصحة الوطنية في الصين الجمعة إنه لم يتضح مصدر العدوى في مقاطعة جيلين، التي لها حدود طويلة، وغالبا ما يسهل اختراقها، مع كوريا الشمالية، مشيرين إلى أن هناك خطر من مزيد من انتشار الفيروس. ونوه مسؤولو اللجنة، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل، إلى أنه سيتم تعزيز التدابير الوقائية لرصد أي إصابات قد تأتي من الخارج. وتشير وكالة بلومبرج للأنباء إلى أنه رغم عدم تسجيل عدد كبير من الإصابات في جيلين، مقارنة بأماكن أخرى في الصين، تسعى السلطات الصحية إلى مواجهة الموقف حتى لا يتحول إلى تفش أكبر. وخرجت مقاطعة جيلين للتو من حالة إغلاق كانت أبقت معظم سكانها، 24 مليونا، في منازلهم لأكثر من شهر. وألحق الإغلاق أضرارا بالغة بكبرى شركات صناعة السيارات العالمية. ويمثل عودة ظهور الإصابات بفيروس كورونا في الصين تحديا لاستراتيجة "صفر كوفيد" التي تعتمد على الإغلاق. سيطرة كورية تقول كوريا الشمالية إن تفشي كوفيد-19 فيها أصبح تحت السيطرة، إذ أفادت وسائل الإعلام الرسمية بتراجع عدد الإصابات لليوم السابع على التوالي الجمعة مع تكثيف الفحوصات وتوفير العلاج. لكن الخبراء يشككون في الأرقام الرسمية نظرًا إلى أن الدولة المعزولة لديها أحد أسوأ أنظمة الرعاية الصحية في العالم ومن المحتمل أنها لا تملك أدوية لمعالجة عوارض كوفيد-19 ولا القدرة على إجراء اختبارات جماعية. وأشارت وكالة الأنباء الكورية المركزية الحكومية إلى إحراز "تقدم" في تشخيص وعلاج المرضى بفضل "الجهود المخلصة" للعاملين في المجال الطبي. أعلنت كوريا الشمالية عن تسجيل أول إصابة بكوفيد-19 على أراضيها في 12 مايو وفعّلت "أقصى نظام للوقاية من الجائحة في حالات الطوارئ"، مع إشراف الزعيم كيم جونغ أون نفسه على استجابة الحكومة. وجه كيم اللوم إلى المسؤولين الكسالى على ردّهم البطيء على تفشي كوفيد-19 وطلب من الجيش تسيير صيدليات بيونغ يانغ. وأشار الإعلام الرسمي إلى أن تمّت السيطرة على الجائحة، وكررت وكالة الأنباء الكورية المركزية الحكومية الخبر بقولها إن "معدلات الإصابة بالمرض والوفيات على الصعيد الوطني انخفضت بشكل كبير". وأعلنت الجمعة عن أكثر من مئة ألف إصابة جديدة "بالحمى"، بعدما كانت أبلغت عن معدّل يومي يبلغ 390 ألف إصابة في وقت سابق من الشهر. ولفتت وكالة الأنباء إلى تسجيل وفاة شخص الجمعة، ما يرفع إجمالي الوفيات إلى 69، مشيرةً إلى أن معدل الوفيات لا يزال عند 0,002%. وأشارت إلى أن أكثر من ثلاثة ملايين شخص مرضوا. ولم تعط كوريا الشمالية أي من سكانها اللقاح المضاد لكوفيد-19 إذ رفضت جرعات لقاح قدّمتها منظمة الصحة العالمية.