انتخب المجلس الأعلى للاتحاد أمس بالإجماع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة. وعقد المجلس اجتماعاً أمس في قصر المشرف بأبوظبي، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. الثقة الغالية أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، عن تقديره للثقة الغالية التي أولاه إياها إخوانه أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، بانتخابه رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، راجياً المولى - عز وجل - أن يوفقه ويعينه على حمل مسؤولية هذه الأمانة العظيمة وأداء حقها في خدمة وطنه وشعب الإمارات الوفي. وذكر بيان صادر من وزارة شؤون الرئاسة أنه تم بموجب المادة 51 من الدستور انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالإجماع رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة خلفاً لفقيد الوطن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - رحمه الله -، وأكد أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حرصهم البالغ على الوفاء لما أرساه الراحل فقيد الوطن من قيم أصيلة ومبادئ استمدها من المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه -، والتي رسخت مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة على المستويين الإقليمي والعالمي وتعززت إنجازاتها الوطنية المختلفة. وأعرب المجلس عن ثقته التامة بأن شعب دولة الإمارات سيبقى كما أراده زايد والمؤسسون دوما حارساً أميناً للاتحاد ومكتسباته على جميع المستويات.. داعين الله - عز وجل - أن يوفق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ويسدد خطاه في خدمة وطنه وشعب الإمارات الكريم. محمد بن راشد بارك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمناسبة انتخابه رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة من قبل المجلس الأعلى للاتحاد. وقال سموه في كلمة بالمناسبة: "في مثل هذا اليوم المشهود من تاريخ دولتنا، وبعد أن ودعت دولة الإمارات الأب الحاني والقائد الثاني الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - طيب الله ثراه -، انتخب المجلس الأعلى للاتحاد في العاصمة أبوظبي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان - حفظه الله - رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة". وأكد سموه أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبدأ مرحلة جديدة مع هذا القائد الذي عرفه شعبه منذ سنين طويلة، وقال سموه: "تبدأ دولة الإمارات مرحلة جديدة في تاريخها اليوم مع هذا القائد الذي عرفه شعبه منذ سنين طويلة.. عرفه قائدا في ميادين البطولة والرجولة.. وعرفه حامياً لحمى الاتحاد.. وبانيا لحصنه الحصين قواتنا المسلحة، وعرفه مؤسسا لمئوية تنموية رسخت مكانة دولته بين الأمم والشعوب، وعرفه قائداً عالميا بنى علاقات استراتيجية راسخة وقوية لدولته مع شرق العالم وغربه". وأضاف سموه: "إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هو ظل زايد.. وهو امتداد زايد.. وهو حامي القيم والمبادئ والركائز التي غرسها زايد عندما أسس هذه الدولة مع إخوانه حكام الإمارات، وتوليه اليوم مسؤولية رئاسة البلاد يمثل حقبة تاريخية جديدة.. وولادة جديدة للدولة الاتحادية تستبشر فيها بمسيرة عظيمة نحو المجد، وتسارع تنموي كبير لترسيخ سيادة وريادة دولة الإمارات العالمية". وأوضح سموه: "لقد أحب شعب الإمارات منذ سنوات طويلة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أحبوه لكرمه وأحبوه لطيب نفسه، وحنوه على شعبه، لقد رأوه يداوي مريضهم، ويغيث ملهوفهم، ويدعم أبناءهم ويواسي شهداءهم، ويفكر ويخطط المستقبل أجيالهم. لقد رأوه يزورهم في بيوتهم، وشاهدوه يحفزهم في ميادين عملهم، ورأوه يستقبلهم في مجلسه العامر، وشهدوا معه وشاهدوا إطلاق مشاريع تنموية، وتطوير صناعات جديدة، وبناء قطاعات اقتصادية وطنية، وإطلاق شركات عالمية رائدة عبر سنوات طويلة من خدمته لوطنه وشعبه". وأضاف سموه: "واليوم يبايعه الشعب ويعاهده على السمع والطاعة - وينتظم خلفه ليقوده في مسيرة تاريخية جديدة في دولة الإمارات تستبشر فيها الأجيال القادمة بالرئيس الثالث الدولة الإمارات العربية المتحدة ويستبشر فيها العالم بدولة تمثل نموذجاً عالمياً مستقبلياً يحمل الخير والأخوة للبشرية كل البشرية" وأنهى سموه كلمته: "نجدد مباركتنا لسموه ونجدد مباركة ومبايعة شعب الإمارات له ونسأل الله أن يحفظه ويرعاه ويسدده.. ونقول له سر بنا نحو قمم جديدة ونحن بك ومعك نتفاءل بقادم أجمل وأعظم لدولة الإمارات العربية المتحدة". محمد بن زايد في سطور ولد سموه عام 1961 ولعب دوراً فعالاً في المشاركة بتطوير إمارة أبوظبي لأكثر من ثلاثة عقود شهدت تحولاً اقتصادياً واجتماعيا متسارعاً. وعُرف عن سموه منذ فترة طويلة من تعيينه ولياً للعهد، على أنه القوة الموجهة وراء المبادرات العديدة التي ساهمت في تدعيم وتعزيز أمن إمارة أبوظبيوالإمارات وتحفيز نمو وتنويع النشاط الاقتصادي فيها. تخرج صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من أكاديمية ساند هيرست الملكية العسكرية عام 1979. واشتمل تدريب سموه العسكري على دورة دروع تأسيسية ودورة طيران تأسيسية والطائرات العمودية وطيران تكتيكي ودورة مظليين. كما يتمتع سموه بخبرة في قيادة فصيلة دروع وسرب طائرات غزال العمودية وقيادة مدرسة الطيران وقيادة الكلية الجوية. وقد تولى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، منصبي قائد القوات الجوية والدفاع الجوي ونائب رئيس أركان القوات المسلحة وذلك قبل أن يصبح رئيساً لأركان القوات المسلحة الإماراتية في العام 1993 ومن ثم تقلد رتبة الفريق بعد سنة من تاريخه. وبعد وفاة والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله - في العام 2004، وانتخاب شقيقه الأكبر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، - رحمه الله -، وتولى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في يناير 2005 منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية كما تم ترفيعه إلى رتبة فريق أول. بالإضافة إلى مسؤولياته العسكرية، كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المستشار الرئيس في الشؤون الأمنية لدى والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - رحمه الله -، ونائباً لولي عهد أبوظبي في نوفمبر عام 2003. وتولى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في نوفمبر عام 2004 منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وبعد ذلك رئيساً للمجلس. صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد عضو نشط في المجلس الأعلى للبترول الذي يُعنى بشؤون النفط والطاقة. وقد حصل صاحب السمو الشيخ محمد على العديد من الأوسمة والميداليات من الإمارات ودول أخرى منها مملكة البحرين ودولة قطر ودولة الكويت وسلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية وباكستان والولايات المتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والصين وكوريا الجنوبية وماليزيا إضافة إلى الأممالمتحدة. التطوير الاقتصادي يُعتبر التنوع الاقتصادي من المسائل الرئيسة التي تحظى باهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ضمن الجهود التي يبذلها لتحقيق النهوض الشامل بإمارة أبوظبي. ويشغل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد منصب رئيس مجموعة أوفسيت (برنامج التوازن الاقتصادي) التي تعمل على تنفيذ الاستثمارات من خلال إقامة مشاريع ذات جدوى في مختلف القطاعات والتي تساعد على تنويع اقتصاد الإمارات العربية المتحدة، ومن أجل تحقيق هذا التنوع، تأسست شركة مبادلة للتنمية في العام 2002 لتكون أحد الأذرع الاستثمارية الرئيسية لحكومة إمارة أبوظبي وتسعى إلى تحقيق منافع اجتماعية واقتصادية مستدامة للإمارة. الأبحاث والتعليم تعتبر التربية والتعليم من أولويات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد سواءً التعليم العام والخاص من المرحلة التأسيسية الى المرحلة الثانوية أو التعليم العالي، حيث يشغل سموه منصب رئيس مجلس أبوظبي للتعليم الذي تأسس عام 2005. و يقوم مجلس أبوظبي للتعليم منذ تأسيسه بالإشراف على قطاع التعليم في الإمارة وتطويره مستعيناً بإجراء الدراسات وتفعيل مشاركة الطلاب وأولياء الأمور في عمليات التقييم والتواصل مع المؤسسات التعليمية الدولية من أجل تبادل المبادرات المبتكرة الرامية إلى تطوير القطاع التعليمي. كما يرأس سموه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية والذي يشرف على نشر دراسات وتحليلات أكاديمية هامة تتعلق بمواضيع تهم دولة الإمارات والمنطقة. حماية البيئة يُعرف عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد اهتمامه الكبير بحماية الصقور والحبارى البرية والمها العربية وإثراء الطبيعة في دولة الإمارات والعالم وهو ما ينعكس من خلال تأسيس وترؤس سموه لصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، ورئاسته الفخرية لهيئة البيئة في أبوظبي. ويحمله شغفه بتربية الصقور إلى تركيزه على حمايتها والمحافظة عليها إلى جانب حماية الأنواع الأخرى المهددة بالانقراض بالإضافة الى النباتات. وقد عُرف عن سموه اهتمامه الكبير بحيوانات شبه الجزيرة العربية وخاصةً المها العربية والحبارى. وأدت جهود سموه في مجال المحافظة على الطبيعة إلى تبني مشاريع الطاقة البديلة لا سيما مدينة "مصدر" في أبوظبي وهي مبادرة لإنشاء مدينة خالية من النفايات والانبعاثات الكربونية والتي ستمكّن أبوظبي من تبوُّأ الصدارة العالمية في مجالات أبحاث وتطوير الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة. إنجازات إماراتية عانقت طموحات دولة الإمارات في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - رحمه الله - عنان الفضاء، ونجحت في تحقيق إنجازات عالمية بارزة عقب دخولها إلى السباق العالمي لاستكشاف الفضاء، وأصبحت خامس دولة في العالم تنجح في الوصول إلى مدار المريخ ومن المرة الأولى، بعدما تمكن "مسبار الأمل" ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ في 9 فبراير من العام 2021 من الوصول إلى الكوكب الأحمر بنجاح. كما أنجزت الدولة أول مهمة إماراتية مأهولة إلى الفضاء، وأصبح هزاع المنصوري في سبتمبر 2019 أول رائد فضاء إماراتي، ورائد الفضاء العربي الأول الذي يزور محطة الفضاء الدولية منذ إنشائها في العام 1998. وفي العام 2014، دخلت دولة الإمارات بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، عبر إعلان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - رحمه الله - عن إنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وبدء العمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي وإسلامي لكوكب المريخ، بقيادة فريق عمل إماراتي في رحلة استكشافية علمية تصل للكوكب الأحمر في العام 2021. وقد جاء هذا الإعلان التاريخي لدولة الإمارات ليشكل منعطفاً تنموياً في مسيرة الدولة عبر دخولها قطاع تكنولوجيا الفضاء وبدء العمل على بناء رأس مال إماراتي بشري، في مجال تكنولوجيا الفضاء والمساهمة في زيادة المعرفة البشرية فيما يخص استكشاف الفضاء الخارجي والأجرام السماوية البعيدة. ومنذ هذا الإعلان، انطلقت دولة الإمارات في مسيرة إنجازات متلاحقة في مجال استكشاف الفضاء الخارجي رسخت مكانتها العالمية البارزة في هذا القطاع. ومر مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، المبادرة الاستراتيجية الوطنية التي أعلنت عنها قيادة الدولة الرشيدة في 16 يوليو 2014، بتحديات جمة نجح في تخطيها بكل ثقة بل وشكلت قيمة مضافة لمسيرة المشروع. وأشرفت وكالة الإمارات للفضاء على الإجراءات والتفاصيل اللازمة لتنفيذ المشروع فيما تولى مركز محمد بن راشد للفضاء "MBRSC" عملية التنفيذ والإشراف على كافة مراحل عملية تصميم وتنفيذ وإرسال مسبار الأمل إلى الفضاء. وشملت هذه التحديات إنجاز المهمة الوطنية التاريخية لتصميم وتطوير المسبار خلال 6 سنوات ليتزامن وصوله مع احتفالات الدولة بعيد الاتحاد الخمسين، في حين أن المهام الفضائية المماثلة يستغرق تنفيذها ما بين 10 أعوام إلى 12 عاماً، حيث نجح فريق مسبار الأمل بما ضمن كوادر وطنية عالية الكفاءة في هذا التحدي. كما شهد المشروع تحديات تتعلق بكيفية نقل المسبار إلى محطة الإطلاق في اليابان بالتزامن مع تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" بالإضافة إلى إعادة جدولة موعد إطلاق المسبار ضمن "نافذة الإطلاق" التي كانت فقط من 15 يوليو وحتى 3 أغسطس 2020، وتمكن القائمون على المشروع وهم نخبة من الكوادر الوطنية الشابة من تجاوز جميع هذه التحديات بكفاءة عالية، وصولا إلى الإنجاز التاريخي بوصول المسبار إلى الكوكب الأحمر في فبراير 2021. وتعززت مسيرة إنجازات الدولة في قطاع الفضاء، بجهود بارزة لكفاءات وطنية تعمل في هذا القطاع، حيث أطلقت الإمارات في عام 2018 "خليفة سات"، أول قمر صناعي إماراتي صنع بالكامل في الدولة وبأيدي مهندسين إماراتيين 100 في المئة. كما أطلقت الدولة مبادرات نوعية وطموحة في قطاع الفضاء، وأعلنت في سبتمبر 2020 عن أول مهمة عربية لاستكشاف القمر وذلك ضمن استراتيجية مركز محمد بن راشد للفضاء "2021 - 2031" ، وأعلنت أيضا في أكتوبر 2021 عن مهمة جديدة في مجال الفضاء تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليارات كيلومتر تصل خلالها كوكب الزهرة وسبع كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر خمس سنوات، وجرى في أبريل من العام الجاري الإعلان عن إطلاق مهمة فضائية جديدة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية تمتد إلى 6 أشهر. تعزيز العلاقات المشتركة بين الإمارات والمملكة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تعزيز العلاقات الإماراتية المصرية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم