التسول يبدو لأصحاب العقول الفهيمة ليس ممارسة فردية يفعلها فقراء حقيقيون. فالفقراء الحقيقيون يتوجهون إلى الجمعيات الخيرية المفتحة الأبواب المنتشرة في كل قرية ومدينة. إن ما يحدث على الأرض هو أن بعض الجاليات الوافدة المنظمة تستعطف المجتمع السعودي مستغلة ما يتصف به من نزعة فطرية للعطاء ومساعدة الفقراء لجمع الأموال بطرق متعددة وأساليب ماكرة. هذه المجموعات المنظمة فضلاً عن استنزافها جيوب المواطنين بغير حق وتسببها في حرمان الجمعيات الخيرية النظامية من تبرعات المحسنين. لذا فإنه لحري بالمواطن السعودي أن يتوخى الحذر إزاء هذه التنظيمات الخطرة، وأن يمد يده البيضاء للفقراء عبر القنوات الآمنة المعتمدة من الدولة كمنصة إحسان والجمعيات الخيرية وغيرها من المؤسسات التي يشرف عليها رجال الدولة الأمناء. وإن عصابات التسول وإن نوعت الحيل وبدلت الخطط لخداع الطيبين فإن المواطن السعودي المعروف بوعيه وحرصه على سمعة الوطن وأمنه قادر على إحباط عمل تلك العصابات بتوجيه تبرعاته السخية للمستحقين. لا عيب في وجود بعض الفئات الفقيرة في المجتمع ما دامت الحكومة الراشدة تعتني بهم وتوفر لهم الدعم الرسمي والشعبي اللازم عبر قنوات موثوقة وآمنة. العيب في الانخداع بالعصابات العابثة التي تتسول عطف الطيبين وتفلت دون أن يطالها العقاب.