استأنفت قوات الاحتلال الإسرائيلي "الجمعة" مداهماتها في منطقة جنين بالضفة الغربيةالمحتلة، حيث قُتلت مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة بالرصاص هذا الأسبوع، ما أدى إلى إصابة 11 على الأقل حسبما قالت وزارة الصحة الفلسطينية. ويبدو أن وفاة أبو عاقلة، التي غطت الشؤون الفلسطينية والأحداث في الشرق الأوسط لأكثر من عقدين، ستزيد من حدة المواجهات التي تصاعدت مؤخرا في المنطقة. وذكر سكان أن قوات الاحتلال قصفت صباح الجمعة، منزلا في مخيم جنين شمال الضفة الغربية بقذائف "الإنيرجا"، بعد محاصرته منذ ساعات الصباح، وأصابت أربعة مواطنين بالرصاص، خلال مواجهات في المخيم. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم، وحاصرت أحد المنازل، وقصفته بالقذائف عدة مرات، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المنزل، كما نشرت القناصة في عدة مواقع وعلى أسطح المنازل، ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول للمنزل المستهدف، وظل مصير المتواجدين فيه مجهولا، وسط مواجهات عنيفة ومستمرة أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي باتجاه المواطنين، ما أدى لإصابة الأسير المحرر داود الزبيدي (شقيق الأسير زكريا)، وثلاثة شبان آخرين بالرصاص. وفي أعقاب قصف المنزل، استدعت قوات الاحتلال جرافة عسكرية برفقة مدرعات إلى منطقة المنزل المحاصر والذي تعود ملكيته إلى عائلة الدبعي. وأكد مدير مستشفى ابن سينا في المدينة، جاني جوخة، وصول الشاب داوود الزبيدي مصاب برصاصة في بطنه، وأن حالته حرجة وأدخل إلى قسم العناية المركزة. وفي وقت لاحق، ذكرت مصادر محلية أن ثلاثة شبان أصيبوا برصاص الاحتلال الحي ونقلوا إلى مستشفى جنين الحكومي ومستشفى ابن سينا لتلقي العلاج. وأوضحت المصادر أن شهود عيان، أكدوا وجود إصابة خطيرة لجندي إسرائيلي لكن الإعلام العبري لم ينف ولم يؤكد. من جانب آخر حذرت الرئاسة الفلسطينية من أن إسرائيل "تدفع نحو الانفجار الشامل" في الأراضي الفلسطينية. وصرح الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان بأن "الهجوم الذي تتعرض له مدينة جنين ومخيمها وإصابة واعتقال العشرات يأتي استمرارا للحرب الإسرائيلية المتواصلة على شعبنا ومقدساته الإسلامية والمسيحية". وقال أبو ردينة: إن "استمرار الهجوم على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، تزامناً مع مواصلة الاقتحامات والاعتداءات في مدينة القدسالمحتلة وخاصة في المسجد الأقصى المبارك، واستمرار سياسة الاستيطان هو ما يخلق مزيدا من أجواء التوتر والتصعيد الذي تتحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عنه". وأضاف أن "ما يجري في مدينة جنين ليس حادثاً منعزلاً عما يجري في القدس وباقي الأراضي الفلسطينية، وهي سياسة ستدفع الأمور نحو الانفجار الشامل الذي لا يمكن السيطرة عليه إطلاقاً". وطالب الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأمريكية بالتدخل الفوري والعاجل ل"وقف الهجوم الإسرائيلي الذي يجعل الوضع يصل إلى مرحلة اللاعودة، التي لا يمكن توقع نتائجها". وفي سياق متصل، أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي صباح الجمعة، النار على شاب بالقرب من مستوطنة "بيت إيل"، قرب رام الله، بادعاء أنه ألقى طوبة (بلوك) باتجاه سيارة مستوطنين، "وحاول فتح أبواب السيارة". ووصفت مصادر إسرائيلية جراح الشاب الفلسطيني بأنها متوسطة، وقالت إنه عُثر بحوزته على سكين. ونفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة النطاق في أنحاء الضفة واعتقلت فلسطينيين اثنين من بلدة كفر حارس شمال مدينة سلفيت، وزعمت أنها عثرت على أسلحة خلال عمليات تفتيش في مدينة الخليل. كما أعلنت وسائل إعلام عبرية، أنّ شرطة الاحتلال بمدينة القدس في حالة تأهب؛ استعدادا لجنازة الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة. وأوضحت القناة 13 العبرية، أنّ شرطة الاحتلال تستعد بقوات معززة للتشييع في ظل احتمال وقوع مواجهات، لافتةً إلى أنّ رفع حالة التأهب تأتي كذلك في ظل موجة العمليات في الأسابيع الأخيرة. يذكر أنّ حركة فتح، دعت لأوسع مشاركة لكل من يستطيع الوصول لتشييع جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة في القدس. وفرضت قوات الاحتلال شروطا لدفن جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة منها عدم رفع الأعلام الفلسطينية، ومنع الهتافات خلال الجنازة. ولقي مقتل أبو عاقلة إدانة واسعة النطاق، وأظهرت لقطات مصورة للحظات التي تلت إصابتها بالرصاص أبو عاقلة (51 عاما) وهي ممددة على الأرض وترتدي سترة زرقاء مكتوب عليها كلمة صحافة باللغة الإنجليزية. وأصيبت بعيار ناري في الرأس أثناء تغطيتها للاعتداءات الإسرائيلية في جنين، وقال اثنان على الأقل من زملائها الذين كانوا معها إنهما تعرضا لإطلاق نار من قناصة إسرائيليين. وبحسب مصادر فلسطينية فإن التصعيد الإسرائيلي تسبب بمقتل 52 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وشرق القدس منذ مطلع العام الجاري.