قليلون هم الزعماء الذين يقف عندهم التاريخ طويلاً، يجمعون بين الحكمة والصلاح والقيادة الرشيدة، صنعوا مجداً تليداً وقصصا ناصعة من النجاح والإلهام، تفرغوا للعمل والإنجاز بإخلاص وتفان ليكونوا على قدر المسؤولية والأمانة التي تحملوها. ويبقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله) في مقدمة هؤلاء القادة، حيث وضع مخافة ورضا الله أمام عينيه، ثم مصلحة شعبه ووطنه الغالي، فاستحق كل تظاهرات الوفاء والحب، بعدما زرع على مدار عقود طويلة كل صنوف الوفاء، وقاد هذا الوطن إلى بر الأمان وشاطئ النجاة. لا غرابة إذن أن ترتفع كل الأكف بالدعاء، وتتضرع القلوب لله الواحد القهار أن يمن عليه - يحفظه الله ويرعاه - بالشفاء، ويلبسه ثوب الصحة والعافية، حيث يجري بعض الفحوصات في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، بعدما صنع السعادة والخير والنماء داخل المملكة وفي كثير من دول العالم. تحول ملك الحزم والعزم والإنسانية إلى "أيقونة" للحب والخير والسلام، شهد عصره الزاهر أهم نقلة حضارية في تاريخ المملكة، وأهم تحول في التحولات العديدة التي شهدها الوطن، وقاد السعودية والعالم الإسلامي إلى مرافئ خصبة من الحلم والطموح والأمل، ليصبح مصدر الفخر والاعتزاز.. تاج على رؤوس الجميع. ليس مستغرباً أن تنهال الدعوات من كل فج، وتنهمر شلالات الحب من أبناء هذا الوطن الحبيب لمليكهم وقائدهم الملهم، بل والمسلمين في شتى بقاع الأرض، بعدما رأوا بأعينهم النهضة الكبيرة للحرمين الشريفين، والعناية الفائقة لبيت الله الحرام ومسجد الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، والجهود الجبارة التي يجدها الحاج والمعتمر والزائر للحرمين الشريفين، والتسهيلات التي يتمتع بها في رحلته الإيمانية. واجه - يحفظه الله - مع عضده وسنده ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أهم وأصعب التحديات في تاريخ الوطن، ونجح بفروسيته وحكمته المعهودة أن يرسم خارطة طريق آمنة نحو المستقبل، بل وباتت المملكة نموذجاً يحتذى في إدارة الأزمات والتعامل مع الطوارئ مثلما حدث في جائحة كورونا العالمية وغيرها من الأزمات. أصبح خادم الحرمين الشريفين عنواناً للإنسانية في العالم كله، بعدما امتد عمل مركز الملك سلمان للإغاثة والعمل الإنساني إلى أكثر من نصف الكرة الأرضية، وبات ناصرا للمظلوم، ومغيثاً للمكلوم، ومساندا للفقير والمحتاج، وصانعاً للمعروف والتنمية في شتى بقاع المعمورة، حيث أنجز حتى نهاية مارس الماضي 1940 مشروعاً، في 80 دولة، بما يقارب من 6 مليارات دولار أميركي، بالتعاون مع 175 شريكاً حول العالم. نهر العطاء الذي أطلقه ملك الإنسانية، لم يتوقف على مدار سنوات طويلة، فالجميع يدرك قيمة ومكانة هذا الوطن في قلب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقيمته - يحفظه الله - لدى شعبه الوفي.. فندعو الله مخلصين أن يبهج قلوب أبناء هذا الوطن بتمام شفائه.