إذا أردنا أن نقيس المنجز الحضاري في بلادنا فذلك لن يكون في صالح الزمن، فما تم وسيتم بحول الله وقوته فاق وسيفوق كل توقعات حاولت أن تتوقع ما حدث وتستشف ما سيحدث، وتعدت الزمن بالإرادة الصادقة والعزيمة الراشدة والإخلاص في حب الوطن. الخطوات التي حدثت في أعوام الرؤية كانت أقل ما يقال عنها إنها جبارة، والمنجز تعدى الخيال، وواقعنا يؤكد ما نقول، بل أكثر من ذلك، فمنجزنا الحضاري كان واقعياً، لم يكن منجزاً لنبين قدرتنا على الفعل، ولكن لنؤكد قدرتنا على الإنجاز والتفوق فيه، فالقفزات الحضارية للوطن هي عبارة عن نقلات نوعية وليست نقلة واحدة، نقلات لم تكتفِ بالإنجاز بل تعدته للابتكار والتميز، ولو أخذنا "نيوم" مثلاً سنجد أنها الأولى من نوعها في العالم، مدينة فريدة تم وصفها أحسن وصف وأدقه على موقعها أنها "مشروع نيوم، هو حلم جريء وطموح لمستقبل جديد، وهو انطلاقة التغيير التي ستجسِّد مستقبل الابتكار في الأعمال والمعيشة والاستدامة"، كل كلمة في هذا التعريف مشروع قائم بذاته اجتمعت في مشروع مستقبلي واعد لم يعرف العالم له مثيلاً. مشروعنا الوطني المتمثل في رؤية 2030 مشروع شامل جامع لكل ما فيه خير الوطن والمواطن، بل إن ذلك الخير سيكون ممتداً إلى الإقليم وإلى العالم لما يحتويه من رؤية مستقبلية كان الإنسان محورها الأول، فالإنسان هو أساس التنمية وهو الذي يبنيها ويطورها ويعطيها أبعاداً متجددة -كما هو حاصل الآن في رؤيتنا الوطنية- فرؤيتنا في الأساس حتى العام 2030 ولكن هذا التاريخ ليس معناه الوقوف عنده حتى وإن اكتملت مشروعاته التي اكتمل بعضها بالفعل قبل أوانه، فطموح قيادتنا لاحدود له، وتطلعاتها لهذا الوطن تفوق كل تصور، والقادم أفضل بحول الله وقوته.