وصلت سلسلة انتصارات الهلال المتوالية منذ عودة الباشا رامون دياز إلى الرقم 12، ولعلها تواصلت أمس، ولم (يَشْرَق) الزعيم أمام شارقة كوزمين وحصونه الدفاعية، وأمام هذه الانتصارات المقرونة بالمستوى والاستحواذ الإيجابي والسيطرة المهيبة والمهينة أحيانًا للخصوم لم يعد من المقبول أن نقول إنَّ ما حدث للهلال بعد رحيل المدرب السابق غير المأسوف عليه كان مجرد نشوة عابرة معبرة عن فرحة اللاعبين برحيل جارديم ورغبتهم بإثبات مسؤوليته الكاملة عن شهور الضياع التي عاشها الفريق معه. ما حدث للهلال مع (البيغ) رامون هو عودة للهيبة والتنظيم والشخصية التي يجب أن يكون عليها الهلال، والفوز على الاتحاد والنصر والأهلي والشباب مرتين، وبنتائج كبيرة وسيطرة شبه كاملة، والوصول إلى نهائي كأس الملك، ثم دخول غمار آسيا وحسم بطاقة التأهل مبكرًا قبل نهاية دور المجموعات بجولتين، وبعلامة كاملة كأفضل بداية آسيوية في تاريخ الهلال، لا يمكن أن نجيره للاعبين أو للإدارة ونتغاضى عن جودة هذا المدرب الكبير الذي عاد والعود أحمد. عاد دياز هذه المرة أكثر شغفًا بالهلال مما كان عليه حين رحل، بل وأكثر منه حين قدم في المرة الأولى، عاد دياز هذه المرة أكثر إيمانًا بقيمة الهلال، وأحسبه هذه المرة عاد ليعضَّ على هذه الفرصة بنواجذه، وربما ليحقق ما لم يستطع تحقيقه في المرة السابقة، وما أجمل أن يعرف الكبير قيمة الكبير. دياز قدَّم نفسه في تجربته الأولى كواحد من أعظم المدربين في تاريخ الهلال رغم عدم تحقيقه للبطولة المستعصية آنذاك مثله مثل البلجيكي القدير إيريك جيريتس، ورغم أن الهلال لم يكن آنذاك يملك ذات الأدوات والخيارات والجودة العناصرية التي يملكها اليوم؛ لذلك فإنَّه اليوم وبعد أن استعاد شغفه الذي فقده في نهاية تجربته الأولى وبهذه المعطيات والأدوات مرشحٌ لأن يقدم تجربة أفضل من تجربته الأولى، وأن يقدم هلالًا أجمل وأمتع وأقوى؛ حتى وإن لم يستطع أن يدرك ما فات من الدوري، وأن يصلح كل ما أفسده الإصرار على إبقاء جارديم فترة أطول مما كان يفترض له أن يبقى. لذلك على الهلاليين العمل من الآن على استمرار الباشا دياز لأطول فترة ممكنة، وألا يصدقوا أكذوبة أنَّ دياز مدرب مُسْتَهلَك وأنَّه مدرب مرحلة، بدلًا من العودة مرة أخرى للتجريب والبحث عن مدرب يعيد تشكيل وتحديث أسلوب الهلال كما حاولت الإدارة الهلالية أن تفعل مع جارديم، فأضاعت مشية الهلال، وأضاعت هيبته، وأضاعت أو تكاد فرصة تحقيق الدوري للمرة الثالثة على التوالي. قصف ** المدرب العظيم هو من يستطيع أن يكسب عقول وقلوب لاعبيه كما يفعل دياز، جيسوس مثلًا مدرب عبقري وبعبقريته كسب عقول اللاعبين؛ لكنه فشل بسبب عصبيته الزائدة ولسانه السليط في أن يكسب قلوبهم، أما جارديم فلا هو الذي كسب هذه ولا تلك. ** كانوا يقولون إنها (صعبة قوية)، فأجبرهم كبير آسيا على أن يروها أمامه (ضعيفة). ** التحكيم الآسيوي فاشل.. مثل كل شيء في هذا الاتحاد الذي بات يحتاج إلى من (ينفضه) و(ينظفه). ** عبدالله الحمدان خامة لا يعرف قيمتها إلا المدربون الكبار؛ لذلك أظنه سيجد فرصته كثيرًا مع دياز.