برباعية نظيفة مع الرأفة في شباك النصر حقق الهلال مع مدربه الجديد القديم الباشا الأرجنتيني رامون دياز فوزه الرابع على التوالي في جميع المسابقات، والفوز الثالث على التوالي على مستوى الدوري، وهي المرة الأولى التي يفعلها الهلال في هذا الموسم الذي عجز فيه مع البرتغالي غير المأسوف عليه جارديم عن تحقيق الفوز في 3 مباريات متتالية منذ بداية الموسم إلى حين إقالته التي تأخرت للأسف كثيرًا. في 3 مباريات دورية مع دياز -اثنتان منها أمام ثاني وثالث الترتيب- حقق الهلال 9 نقاط من أصل 9 نقاط بنسبة (100 %)، وسجل 11 هدفًا بمعدل 3.6 أهداف في كل مباراة، ولم تستقبل شباكه أي هدف؛ بينما لم يستطع مع جارديم أن يحقق سوى 31 نقطة من أصل 51 نقطة بنسبة (60 %) ولم يسجل في 17 مباراة سوى 29 هدفًا بمعدل 1.7 في كل مباراة، واستقبل خلالها 20 هدفًا بمعدل 1.17 في كل مباراة، وخسر خلالها 15 نقطة من فرق الوسط والمؤخرة، الباطن (4 نقاط)، الفتح (3 نقاط)، و8 نقاط من 4 تعادلات أمام الحزم، الأهلي، أبها، الفيحاء. مع دياز عاد سالم الدوسري الذي يسجل من كل مكان و(يخلط) الخصوم بعد أن كان يعيش خلال الأشهر الماضية واحدة من أسوأ فتراته فنيًا، وغيَّر الثعبان البيروفي كاريو جلده وعاد ينفث فنونه في كل مكان بعد أن كان مع جارديم أحد أبرز المرشحين جماهيريًا وإعلاميًا للمغادرة في أقرب فترة تسجيل، واستطاع الكولومبي كويلار أن يقدم نفسه كمقاتل لا يهدأ في أي دقيقة ولا أي مباراة بعد أن كان يكتب سطرًا ويترك سطرًا، أما ماثيو بيريرا فتحول من مشروع «الصفقة المقلب» إلى مشروع الصفقة التي تشرح القلب. في ديسمبر الماضي كان هناك هجمة (من بعض الهلاليين) على جُل لاعبي الهلال وصلت لاتهامهم بالتخاذل والتشبع واللامبالاة في محاولة بائسة ويائسة للدفاع عن التائه الضائع العاجز جارديم وتبرئة ساحته، وكتبت حينها تغريدة قلت فيها: «القاعدة عندي: حين يكون تراجع المستوى في لاعب أو اثنين أو ثلاثة يجب أن يوجه لهم النقد؛ لكن حين يكون الهبوط بالجملة فالعلة ليست في اللاعبين!»، وأعتقد أنَّ 4 مباريات متتالية مع دياز وبعد رحيل جارديم أكدت أنَّ هناك مدربًا يستطيع أن يجعل من لاعبٍ عاديٍ نجمًا بارزًا، وأنَّ هناك مدربًا يستطيع أن يجعل من نجمٍ بارزٍ لاعبًا عاديًا. تذكرت وأنا أشاهد هذا التحول السريع والبديع في حال الهلال مع (البيغ) رامون عبارة فارس عوض الشهيرة التي لن ينساها الهلاليون، كما لن ينساها أي نصراوي، تلك العبارة التي قالها في ليلة الهروب الكبير ودياز يَهُم بإشراك مهاجمين بعد تسجيله الهدف الخامس في شباك النصر: «شو اللي تسويه يا رامون دياز»، وتذكرت عبارة «الأجمل لم يأتِ بعد»، الجملة التي يرددها دائمًا دياز الابن، وكتبها نقشًا على ساعده؛ وهي عبارة تعبر اليوم عن لسان حال إيميليانو ووالده الباشا اللذين لا يزال ينتظرهما مع الهلال الكثير من العمل والأمل، ولا يزال ينتظرهما معه الكثير من الأحمال والأحلام؛ فالأجمل لم يأتِ بعد!