هل عاد الباشا الأرجنتيني رامون دياز إلى الهلال فعلًا؟! أم أنَّ من عاد هو شبحه الذي غادر البيت الأزرق في 2018 بعد اتهاماتٍ طالته بفقدان الشغف بعد خسارة نهائي دوري أبطال آسيا 2017 وترك المهمة لابنه إيميليانو الذي حاول أن يغطي غياب والده الذهني لكنه مهمته باءت بالفشل؟! الأيام المقبلة ستكشف أي (دياز) عاد للهلال خلفًا للبرتغالي غير المأسوف عليه جارديم، وإن كانت افتتاحية المشوار أمام الشباب والمستوى المختلف الذي قدمه الزعيم ونجومه وتوجوه بخماسية كانت قابلة للزيادة قد رفعت درجة التفاؤل في المدرج الأزرق؛ إلا أن أمام دياز الكثير من التحديات ليوحد القلوب الزرقاء حوله كما كان قبل أن تكسره مواجهة أوراوا في نهائي دوري أبطال آسيا! سيكون الهلال محظوظًا إن كان الباشا قاد عاد بنفسه ونفسيته وحماسته وشغفه للنجاح، فالعود حينها سيكون أحمد، ولا أخفي تفاؤلي بأن (البيق) رامون جاء هذه المرة راغبًا في إعادة تقديم نفسه وتحسين صورته ورفع أسهمه التي تدهورت في البورصة الخليجية والعربية، ولن يجد بالتأكيد أفضل وأفخم من الهلال لتحقيق ذلك، كما أنَّ الهلال وعطفًا على الظروف لن يجد أفضل من الباشا دياز ليصلح بأسرع وقت ما أفسده جارديم، فالوقت لا يسمح بالمغامرة بمدرب جديدٍ على المنطقة أو على الهلال، ودياز يعرف الهلال ونجومه جيدًا، بل وتابع كل مبارياته في كأس العالم الأخيرة في الإمارات. ليست هذه هي المرة التي يعود فيها دياز لفريقٍ سبق أن دربه، فقد أشرف أسطورة ريفر بليت على تدريب ناديه الأرجنتيني في 3 فترات مختلفة حقق في جميعها نجاحات كبيرة كان أبرزها لقب الدوري الأرجنتيني 5 مرات، واستطاع أن يعيده في عودته الأخيرة 2012-2014 إلى البطولات بعد أن تعرض للهبوط إلى الدرجة الأدنى في موسم 2011 للمرة الأولى في تاريخ النادي، أمَّا الهلال فلم يغب عن البطولات أبدًا حتى يطلب من دياز أن يعيده إليها، لكنه يطلب من دياز أن يرتب الفوضى الفنية التي أحدثها سلفه، وأن يكون خير خلف لشرِّ سلف! ربما لا يكون الباشا محظوظًا وهو يعود للهلال في هذا التوقيت الحرج، والفريق مقبل على زحامٍ من المواجهات الحساسة والحاسمة، التي قد يكون أكثرها حرجًا هي مواجهة الغد في ربع نهائي كأس الملك أمام الغريم الجغرافي بقيادة مواطنه ميغيل روسو الذي سبق أن واجهه في كثير من لقاءات في الدوري الأرجنتيني؛ أشهرها حين قاد دياز فريقه سان لورينزو لهزيمة البوكا ومدربه ميغيل على ملعبه بثلاثية نظيفة في موسم 2007 الذي توج به لورينزو مع دياز بلقب الدوري الأرجنتيني. مواجهة الغد ستعني الكثير للهلاليين الذين سيرغبون في تأكيد سطوتهم على جيرانهم بعد أن رموا بهم في آخر مواجهة خروج مغلوب خارج الحسابات الآسيوية حتى 2024، وللنصراويين الذين يرغبون في رد الدين وإشفاء الغليل بيد فريقهم بدلًا من عناء التنقل بين مدرجات الفرق الأخرى للفرح بتعثرات الهلال، لكنها في المقابل قمة أرجنتينية يسعى فيها رامون دياز للتأكيد على أن (الكبير وصل)، فيما يرغب فيها ميغيل بالهروب من دائرة الشك التي ربما يدخلها في حالة الخسارة من الهلال بعد أيام من ثلاثية اتحاد حمدالله!