من الواضح أن العلاقات السعودية الباكستانية ستأخذ خلال المرحلة المقبلة مساراً استراتيجياً في جميع المجالات؛ حيث تعهد رئيس الوزراء شهباز شريف باستكشاف آفاق جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكداً أن باكستان تريد الاستفادة من خبرة المملكة في شتى القطاعات فضلاً عن تبادل الخبرات وتعظيم الشراكات والتحالفات. وقال رئيس وزراء باكستان شهباز شريف خلال استقباله سفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان نواف بن سعيد المالكي بمكتبه في إسلام آباد -أمس الاثنين- أنه جرى خلال اللقاء بحث المواضيع المشتركة وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. من جهته أكد السفير المالكي في تصريحات ل"الرياض" أن العلاقات السعودية الباكستانية ستشهد حراكاً إيجابياً خلال الفترة المقبلة مشيراً أن العلاقات بين الرياض وإسلام آباد مبنية على قواعد الشراكة الأزلية بين الرياض وإسلام آباد وأن هناك جذوراً ضاربةً لهذه العلاقات والتي تعود لعقود مضت وأضحت اليوم مثالاً يُحتذى به. إلى ذلك أفصحت مصادر مطلعةً ل"الرياض" أن رئيس الوزراء على وشك الانتهاء من إعداد ملف متكامل لمسارات العلاقات المستقبلية والدروس المستفادة في الماضي؛ ومؤسسة عمل مجلس التنسيق السعودي الباكستاني الذي سيشهد انطلاقة جديدة في مسيرته وتأطير العلاقات السعودية الباكستانية، ونقلها إلى آفاق أرحب في جميع المجالات، وإدخال المبادرات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والأمنية والعسكرية في إطار التعاون التكاملي الاستراتيجي إلى جانب الاستفادة من جميع القنوات المتاحة لتعزيز التجارة الثنائية والاستثمار وتشجيع التواصل بين الشعبين وبين رجال الأعمال، فضلاً عن استثمار الفرص التي وفرتها رؤية المملكة 2030 في تعزيز التعاون مع باكستان في مختلف المجالات لا سيما الاقتصادية والسياحية والتجارية؛ وتشكيل تحالفات استثمارية وفق رؤية 2030، والمشاركة في تطوير البنية الاقتصادية في المشاريع العملاقة وإمكانيات عودة الاستثمارات السعودية في مشروع الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني (CPEC) إسهاماً في التنمية والازدهار في المنطقة. وكان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد أجرى مؤخراً اتصالاً هاتفياً مع شهباز شريف رئيس وزراء باكستان؛ أكد فيه على حرص القيادة في المملكة على دعم باكستان في المجالات كافة. وهنأ ولي العهد؛ شهباز شريف بتوليه رئاسة الوزراء متمنياً له بالتوفيق في مهام عمله لتحقيق تطلعات الشعب الباكستاني مؤكداً على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والاتفاق على تعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات.