عمران خان رئيس الوزراء المقال، قال عندما كان في الحكم في أكثر من مناسبة: «إنه سيقاتل حتى اللحظة الأخيرة»، وحتى بعد تركه للمنصب، بل ذهب أبعد من ذلك عندما أوضح في أحد اللقاءات أنه سيكون خطيراً أكثر خارج الحكم. وبعد سقوط حكومة الأحد الماضي ونجاح المعارضة في حجب الثقة عن حكومته ب174 عضواً، ليصبح أول رئيس وزراء يتم التصويت على عزله من منصبه، غادر عمران خان إلى مقر إقامته في بني جالا واعداً الحكم الجديد بالانتقال للمعارضة وتحريك الشارع، وفعلياً بدأ عمران سلسلة من المظاهرات في المدن الكبرى في بيشار معقل حزبه، وسينتقل إلى كراتشي معقل حزب الشعب الباكستاني، ومنها إلى لاهور معقل نواز وشهباز شريف. ويقول الخبراء إن عمران خان لن يقبل الهزيمة بسهولة، وسيستمر بتضخيم قضية أن أميركا وراء نهاية حكومته؛ لكي يحظى بشعبية لربما تساعده في حال الذهاب لانتخاب مبكرة. واستقال عمران وجميع أعضاء حزبه من البرلمان في ذات اليوم التي تحصل فيه شهباز شريف على أغلبية البرلمان.. وبحسب مصادر في حزب الإنصاف الذي يرأسه عمران فإن خان يسعى بأي شكل من الأشكال تنظيم انتخابات مبكرة كونه يعتقد بأن الشارع مازال يؤيده. ويحاول عمران خان عرقلة قرار سحب الثقة من حكومته في البنجاب التي تترنح ومازال حزبه مع شركاء الائتلاف يقاتلون من أجلها، كون سقوط حكومته الإقليمية يعني تأكيد بقائه خارج الحكم في إسلام أباد وفي البنجاب، وسيضيق الخناق عليه أكثر وأكثر وهو ما اضطره للتوجه إلى لاهور مسقط رأس البنجاب لتنظيم مظاهرة قبل اقتراع حجب الثقة على حكومته الهشة والتي من المؤكد أن تسقط على غرار ما حدث في البرلمان مؤخراً للقاء أعضاء البرلمان من حزبه وحثهم البقاء مع الحزب، منع النواب المنشقين من التصويت ضد حكومته في البنجاب. ويواجه حزب عمران بحسب المراقبين تمرداً من داخله كون هناك حالة عدم رضا في صفوف حزبه ضده وهو الأمر الذي أدى إلى حدوث انشقاقات وانسحابات وانضمامهم للمعارضة بسبب عدم تحقيقه الوعود التي وعد بها، فضلاً عن الخلافات السياسية الداخلية. وبرز عمران خلال فترته كقوة جديدة، بمسيراته المدوية الحافلة بالأغاني الجذابة، التي عملت، إلى جانب حضوره الواسع على وسائل التواصل الاجتماعي، على تضخيم رسالته القوية المناهضة للفساد. ووعد خان بأن يجلب «التغيير» للبلاد، وأن يبني «باكستان جديدة». إلا أنه لم يستطع تحقيق وعوده الانتخابية. ويعود خان مجدداً للشارع الباكستاني وهو المكان المفضل لإعادة بوصلة حزبه استعداداً للانتخابات.